الرئيسية » الأسواق » يجب القراءة » أسواق الأسهم تتراجع بشكل حاد مع تصاعد التوترات التجارية وخفض الفائدة المتوقع

أسواق الأسهم تتراجع بشكل حاد مع تصاعد التوترات التجارية وخفض الفائدة المتوقع

أسواق الأسهم

تراجعت أسواق الأسهم بشكل حاد يوم الإثنين، حيث أظهرت البيانات أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يظهر أي إشارات على تراجعه عن خططه الواسعة لزيادة التعريفات الجمركية، في وقت يراهن فيه المستثمرون على احتمال أن تقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض معدلات الفائدة بشكل سريع لمواجهة المخاطر المتزايدة للركود، الذي قد يؤدي إلى انخفاض الاقتصاد الأمريكي. وفي هذه الأثناء، سارعت أسواق العقود الآجلة إلى تسعير خمسة تخفيضات في معدلات الفائدة الأمريكية هذا العام، مما أدى إلى انخفاض حاد في عوائد السندات الحكومية الأمريكية، وأثر سلبًا على الدولار أمام العملات الآمنة مثل الين الياباني والفرنك السويسري.

في هذا السياق، صرح الرئيس ترامب للصحفيين بأن المستثمرين سيتعين عليهم “تحمل تبعات” سياسة التعريفات، وأنه لن يعقد صفقة مع الصين حتى يتم حل العجز التجاري الأمريكي. فيما أعلنت بكين أن الأسواق قد أظهرت بالفعل رد فعلها على خططها للانتقام.

وفي تعليق على الوضع، قال شون كالو، المحلل البارز في أسواق العملات في ITC Markets في سيدني، “الدائرة الوحيدة التي يمكن أن توقف هذا الانهيار هي هاتف الرئيس ترامب، الذي يبدو أنه لا يُظهر أي علامات على أن تراجع الأسواق يؤثر عليه بما يكفي لإعادة النظر في سياسته التي آمن بها لعقود.”

وكان المستثمرون يأملون أن يؤدي فقدان تريليونات الدولارات من الثروة إلى إعادة التفكير في هذه الخطط من قبل ترامب، إلا أن التأثير الكبير للسياسات التجارية الأمريكية في حال استمرارها، بحسب ما ذكره بروس كاسمان، رئيس قسم الاقتصاد في JPMorgan، قد يكون كافيًا لتحويل التوسع الأمريكي والعالمي المستمر إلى ركود. وقال كاسمان إن خطر حدوث تراجع اقتصادي يقدر بنحو 60%. وأضاف أن “الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ أولى تخفيضاته في الفائدة في يونيو، ولكننا نتوقع أن يقوم بتخفيضات أخرى في كل اجتماع حتى يناير، مما سيؤدي إلى خفض أعلى مستوى لسعر الفائدة إلى 3.0%.”

وقد شهدت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 انخفاضًا بنحو 5% في تداولات متقلبة، فيما انخفضت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنسبة 5.7%، مما أضاف إلى الخسائر التي شهدتها الأسواق الأسبوع الماضي والتي تجاوزت 6 تريليونات دولار. كما غرق السوق الأوروبي، حيث انخفض مؤشر Stoxx 600 بنسبة 5.3%، بينما تراجع مؤشر DAX الألماني بنسبة 9.4%.

وقد تضررت أسواق الأسهم التي كانت محط اهتمام الأسواق مؤخراً بشكل خاص، حيث اضطر المستثمرون إلى بيع ممتلكاتهم. وانخفضت أسهم شركات الدفاع بنسبة 11.5%، فيما تراجعت أسهم شركة Rheinmetall بنسبة 21%. كما انخفض مؤشر البنوك الأوروبية بنسبة 4.8% ليبتعد عن أعلى مستوى له في الآونة الأخيرة بنسبة 20%.

وفي آسيا، سجل مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ تراجعًا بنسبة 12%، وهو الانخفاض الأكبر منذ ذروة الأزمة المالية العالمية في عام 2008. أما في الصين البرية، فقد انخفض مؤشر CSI 300 بنسبة تزيد عن 7%، ليجد دعماً فقط عندما أفادت وسائل الإعلام الحكومية بأن صندوق الاستثمارات السيادي الصيني “تشاينا هونغ جيين” كان قد اشترى بعض الأسهم.

وفي اليابان، تراجع مؤشر نيكاي بنسبة 7.8%، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ أواخر 2023، بينما انخفض مؤشر كوريا الجنوبية بنسبة 5%. كما شهد مؤشر MSCI للأسواق الآسيوية تراجعًا حادًا بنسبة 7.8%، مما يجعله يتجه نحو أكبر انخفاض يومي له منذ 2008.

وفيما يخص أسواق الأسهم الناشئة، شهدت الهند انخفاضًا في مؤشر Nifty 50 بنسبة 4%. أما بالنسبة لأسعار النفط، فقد بقيت تحت ضغوط كبيرة بعد الخسائر الحادة التي شهدتها الأسبوع الماضي، حيث انخفضت أسعار خام برنت بمقدار 2.2 دولار إلى 63.40 دولارًا للبرميل، في حين تراجعت أسعار الخام الأمريكي بمقدار 2.75 دولار إلى 59.23 دولارًا للبرميل.

وفي إطار تحركات الأسواق، شهدت سندات الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات انخفاضًا بنسبة 9 نقاط أساس إلى 3.90%، فيما قفزت العقود الآجلة لأسعار الفائدة الفيدرالية لتسعير تخفيض إضافي بمقدار ربع نقطة مئوية من الاحتياطي الفيدرالي هذا العام. وقد أظهرت الأسواق أيضًا فرصة بنسبة 54% لتخفيض معدلات الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في مايو المقبل، رغم تصريح رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، يوم الجمعة بأن البنك المركزي ليس في عجلة من أمره.

وقد شهد الدولار تراجعًا آخر بنسبة 1% أمام الين الياباني ليصل إلى 145.16 ين، وكذلك بنسبة 1.45% أمام الفرنك السويسري ليصل إلى 0.8484. من ناحية أخرى، ارتفع اليورو بنسبة 0.5% ليصل إلى 1.1005 دولار، مما يشير إلى بعض التوترات في سوق الدولار، رغم أن الدولار الأسترالي الذي يتعرض للضغط التجاري، انخفض بنسبة 0.5%.

وفيما يتعلق بالأسواق الأمريكية، ينتظر المستثمرون تقرير أسعار المستهلكين المتوقع إصداره لاحقًا هذا الأسبوع، والذي يُتوقع أن يظهر زيادة أخرى بنسبة 0.3% لشهر مارس، مع توقعات بأن تُسهم التعريفات في زيادة الأسعار بشكل حاد في المستقبل، مما يشمل كل شيء من الطعام إلى السيارات.

اترك تعليقاً

إخلاء المسؤولية
لا يُقصد بالمعلومات والمنشورات أن تكون، أو تشكل، أي نصيحة مالية أو استثمارية أو تجارية أو أنواع أخرى من النصائح أو التوصيات المقدمة أو المعتمدة من توصياتي 360

تنبيه !

استقبل أفضل توصيات الأسهم والمؤشرات, السلع والعملات, على بريدك الالكتروني يومياًً