تباينت أسواق الأسهم في آسيا يوم الإثنين قبيل أسبوع مليء بالأحداث الاقتصادية التي من المتوقع أن تسلط الضوء على الأداء المتفوق نسبياً للولايات المتحدة.
لا تزال حالة عدم اليقين السياسي قائمة، حيث أفادت تقارير بأن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قد يعلن استقالته في أقرب وقت يوم الإثنين.
وقد أخذت الأسواق هذا الخبر في الحسبان، حيث من المحتمل أن ترحب بإجراء انتخابات لتوضيح الموقف، وهو ما انعكس في انخفاض الدولار الأمريكي بنسبة 0.3% مقابل نظيره الكندي، ليصل إلى 1.4404.
يُعد تقرير الوظائف الأمريكي لشهر ديسمبر الذي سيصدر يوم الجمعة المقبل من أبرز الأحداث الاقتصادية لهذا الأسبوع، حيث يتوقع المحللون إضافة 150,000 وظيفة، مع بقاء معدل البطالة عند 4.2%.
وستسبق هذه البيانات تقارير أخرى تتعلق بتوظيف ADP، وفتح الوظائف، وطلبات إعانات البطالة الأسبوعية، إلى جانب استطلاعات رأي حول التصنيع والخدمات والمعنويات الاستهلاكية.
أي نتائج إيجابية من هذه البيانات ستعزز التوقعات بتقليص أقل لأسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي، حيث خفضت الأسواق بالفعل توقعاتها إلى 40 نقطة أساس فقط لعام 2025.
من المنتظر أن تقدم محاضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأخير، التي ستصدر يوم الأربعاء، مزيداً من التفاصيل بشأن التوقعات المستقبلية للبنك المركزي الأمريكي.
كما سيعقب ذلك سلسلة من التصريحات الحية من كبار صانعي السياسات، من بينهم كريستوفر وولر، محافظ الاحتياطي الفيدرالي المؤثر.
تصفح أيضاً: السلطات الصينية تتحرك بسرعة لحماية اليوان والأسواق المالية من الاضطراب
في المقابل، ستساهم بيانات التضخم من الاتحاد الأوروبي وألمانيا هذا الأسبوع في رسم ملامح السياسة النقدية المستقبلية للبنك المركزي الأوروبي، فيما يُتوقع أن تدعم أرقام أسعار المستهلك في الصين قضية مزيد من التحفيز الاقتصادي هناك.
وعلى صعيد أسواق الأسهم الأمريكية، سجلت الأسواق انتعاشًا في نهاية الأسبوع الماضي، حيث أدت موجة من الصعود إلى ارتفاع جميع المؤشرات الرئيسية للأسواق الأمريكية، على الرغم من أن الأسبوع كان قصيراً بسبب العطلات.
مع اقتراب المزيد من الأحداث الاقتصادية الهامة، كان المستثمرون في حالة حذر واضح، وهو ما انعكس في تباين المؤشرات العالمية. فقد ارتفع مؤشر MSCI الأوسع لأسهم آسيا والمحيط الهادئ باستثناء اليابان بنسبة 0.6% بعد خسارته 1% الأسبوع الماضي.
في المقابل، عاد مؤشر نيكاي الياباني من عطلة ليهبط بنسبة 1.8%، متأثراً جزئياً بارتفاع عوائد السندات الحكومية اليابانية إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2011.
من جهة أخرى، ارتفعت الأسهم الكورية الجنوبية بنسبة 1.6%، بينما ظل مصير الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، غامضاً.
أما الأسهم الصينية، فقد تراجعت بنسبة 0.1%، رغم أن استطلاعاً أظهر توسع النشاط الخدمي في الصين بأسرع وتيرة له منذ سبعة أشهر في ديسمبر.
على الجانب الأوروبي، سجلت عقود اليوروبور ستوكس 50 المستقبلية ارتفاعاً بنسبة 0.3%، في حين ارتفعت عقود DAX المستقبلية بنسبة 0.2%، بينما تراجعت عقود FTSE بنسبة 0.1%. أما عقود S&P 500 وناسداك المستقبلية، فقد بقيت شبه ثابتة في ظل تداولات منخفضة الحجم.
وفيما يتعلق بأسواق السندات الأمريكية، شهدت ارتفاعاً طفيفاً في عوائد السندات لأجل 10 سنوات لتصل إلى 4.631%، بالقرب من أعلى مستوى لها في الثمانية أشهر الماضية الذي بلغ 4.641%.
ويتوقع أن يواجه المستثمرون هذا الأسبوع اختبارًا جديًا من خلال بيع سندات خزانة جديدة بقيمة 119 مليار دولار لآجال ثلاث، عشر، وثلاث سنوات.
استمر مؤشر الدولار في الارتفاع ليصل إلى 108.870، بعد أن شهد صعودًا بنحو 0.9% الأسبوع الماضي ليصل إلى 109.540. بينما سجل اليورو انخفاضاً طفيفاً ليظل عند 1.0315 دولار، قرب أدنى مستوى له في 26 شهراً والذي بلغ 1.0225 دولار.
يواجه اليورو الآن مقاومة عند مستوى 1.0340 دولار، حيث تواصل صناديق الاستثمار المتابعة للاتجاه استهداف مستوى 1.000 دولار النفسي.
أما الجنيه الإسترليني، فقد تراجع إلى أدنى مستوى له في ثمانية أشهر عند 1.2349 دولار، ليظل عُرضة للضغوط عند مستوى 1.2435 دولار.
وفيما يخص سوق النفط، جاء دعم الأسعار من الطقس البارد في أوروبا والولايات المتحدة، حيث تسببت العاصفة الشتوية في تساقط الثلوج والجليد ودرجات حرارة منخفضة في العديد من مناطق الولايات المتحدة يوم الأحد.
رغم ذلك، تراجعت المكاسب الأولية، ليخفض خام برنت 16 سنتاً إلى 76.35 دولاراً للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 15 سنتاً إلى 73.81 دولاراً للبرميل.