سجل الين الياباني مكاسب ملحوظة يوم الأربعاء، وسط تزايد التوقعات بأن بنك اليابان المركزي قد يعلن عن رفع أسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل، في حين تباطأت موجة ارتفاع الدولار الأمريكي مع اقتراب صدور تقرير التضخم الأمريكي الذي يترقبه المستثمرون بحذر.
جاءت تحركات العملات الرئيسية محدودة، إلا أن الين تميز بارتفاع قدره 0.5% أمام الدولار، مدعومًا بتصريحات محافظ بنك اليابان كازوو أويدا، الذي أكد استعداد البنك لرفع أسعار الفائدة وتعديل سياساته النقدية إذا استمرت التحسينات في الأداء الاقتصادي وظروف الأسعار.
تأتي هذه التصريحات عقب تأكيد نائب المحافظ ريوزو هيمينو أن البنك سيناقش احتمال رفع أسعار الفائدة خلال الاجتماع المقبل. ومع هذه التوقعات، ارتفع الين بنسبة 0.43% ليصل إلى مستوى 157.29 مقابل الدولار، فيما أظهرت الأسواق توقعات بنسبة 70% لاحتمال زيادة قدرها 25 نقطة أساس في أسعار الفائدة.
تتزامن التوقعات المحيطة بقرارات السياسة النقدية اليابانية مع ترقب الأسواق للإجراءات السياسية في الولايات المتحدة، خصوصاً بعد تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وتُثار تساؤلات حول تأثير سياساته التجارية، لا سيما المتعلقة بالرسوم الجمركية، على الاقتصادين الياباني والعالمي، مما يعزز حالة الترقب في الأسواق المالية.
اقرأ أيضاً: سعر اليورو مقابل الدولار يسعى للانتعاش – توقعات اليوم 15 يناير 2025
على صعيد آخر، يترقب المستثمرون بيانات التضخم الأمريكية المقرر صدورها لاحقاً، حيث يُتوقع ارتفاع بنسبة 0.2% في أسعار المستهلكين الأساسية لشهر ديسمبر.
أي ارتفاع غير متوقع في البيانات قد يحد من احتمالات تخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي خلال العام الجاري.
شهد الدولار الأمريكي، الذي سجل مستويات قياسية في بداية الأسبوع، استقرارًا خلال الجلسة الآسيوية بعد تراجع طفيف يوم الثلاثاء. وانخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.03% ليصل إلى 109.17، متأثراً بقراءة أقل من المتوقع لأسعار المنتجين الأمريكيين، والتي أدت إلى انخفاض عوائد سندات الخزانة.
في الوقت نفسه، استقر اليورو بعيداً عن أدنى مستوياته خلال عامين، وبلغ سعره 1.0301 دولار، بينما تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.08% ليصل إلى 1.2207 دولار، متأثرًا بارتفاع تكاليف الاقتراض والمخاوف المتعلقة بالوضع المالي في بريطانيا. وتنتظر الأسواق أيضاً بيانات التضخم البريطانية، وسط تنامي الضغوط على وزيرة المالية راشيل ريفز لاتخاذ إجراءات لمواجهة التحديات الاقتصادية.
يأتي تقرير التضخم الأمريكي في أعقاب تقرير الوظائف القوي الأسبوع الماضي، الذي أظهر صلابة الاقتصاد الأمريكي وأدى إلى تراجع التوقعات بشأن تخفيض أسعار الفائدة.
ومع ذلك، يرى المحللون أن تأثير بيانات التضخم قد يكون قصير الأمد، حيث يركز المستثمرون على سياسات الإدارة الأمريكية المقبلة وتأثيرها على الأسعار.
يشير المراقبون إلى أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض وسياساته المتوقعة، لا سيما فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، قد تدفع معدلات التضخم إلى الارتفاع في الولايات المتحدة، مما يعزز الضغوط على الاحتياطي الفيدرالي ويقلل من فرص تخفيض أسعار الفائدة.
على صعيد آخر، احتفظ الدولار الأسترالي ببعض مكاسبه وتم تداوله عند مستوى 0.6189 دولار، بينما سجل الدولار النيوزيلندي تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.09% ليصل إلى 0.5599 دولار.