استهلت الأسواق الآسيوية تعاملاتها الأسبوعية بتراجع طفيف يوم الاثنين، حيث ضغطت عوائد السندات الأمريكية المرتفعة على التقييمات المرتفعة للأسهم في وول ستريت، في حين دعمت هذه العوائد قوة الدولار الأمريكي الذي حافظ على مستوياته القريبة من أعلى ذرواته منذ عدة أشهر.
يأتي ذلك في وقت تتسم فيه التداولات بالهدوء، مع اقتراب عطلة رأس السنة الميلادية وغياب بيانات اقتصادية كبرى على الأجندة لهذا الأسبوع، باستثناء مسوحات مؤشر مديري المشتريات في الصين المقررة يوم الثلاثاء، وتقرير معهد إدارة التوريد (ISM) الأمريكي لشهر ديسمبر المتوقع صدوره يوم الجمعة.
شهد مؤشر MSCI الأوسع نطاقاً لأسهم منطقة آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان انخفاضاً بنسبة 0.2%، لكنه لا يزال يسجل مكاسب بلغت 16% منذ بداية العام. أما مؤشر نيكي الياباني، فقد تراجع بنسبة 0.9%، رغم تحقيقه مكاسب إجمالية تقارب 20% خلال عام 2024.
في المقابل، عانى المؤشر الرئيسي في كوريا الجنوبية من خسائر بلغت 9% على مدار العام، بفعل حالة من عدم الاستقرار السياسي التي أثرت على الأسواق، إلا أنه سجل ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3% في جلسة التداول الأخيرة.
وفي ظل هذه الأجواء، تراجعت أسهم شركة “جيجو إير” للطيران الكورية الجنوبية إلى أدنى مستوياتها التاريخية يوم الاثنين، على خلفية حادث تحطم طائرة أدى إلى وفاة 179 شخصاً.
تصفح أيضاً: التاريخ يساهم في تعزيز صعود “ناسداك” في 2025.. وسهم مقسم يلفت اهتمام المستثمرين
وعلى الجانب الآخر، ارتفعت الأسهم القيادية الصينية بنسبة 0.3%، محققة مكاسب تقارب 16% منذ بداية العام، حيث تركزت معظم المكاسب خلال أسبوعين فقط في سبتمبر، بعد إعلان بكين عن تدابير تحفيز اقتصادي إضافية.
امتد تأثير الأوضاع العالمية إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية، حيث سجلت العقود الآجلة لمؤشر EUROSTOXX 50 ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.1%، بينما لم تشهد العقود الآجلة لمؤشري FTSE وDAX أي تغييرات تُذكر.
في الولايات المتحدة، انخفضت العقود الآجلة لمؤشري S&P 500 وNasdaq بنسبة 0.1% لكل منهما، بعد تراجع شامل شهدته الأسواق الأمريكية يوم الجمعة، دون أسباب واضحة، ومع أحجام تداول لم تتجاوز ثلثي المتوسط اليومي.
ورغم المكاسب الكبيرة التي حققتها مؤشرات الأسهم الأمريكية خلال العام الحالي، حيث سجل مؤشر S&P 500 ارتفاعًا بنسبة 25% وNasdaq بنسبة 31%، إلا أن العوائد المرتفعة للسندات الأمريكية لأجل عشر سنوات، التي بلغت مستويات 4.631% في أعلى ذرواتها منذ ثمانية أشهر، باتت تشكل تحدياً كبيراً للتقييمات العالية للأسهم، مما أثار مخاوف من تأثيرها على توقعات أرباح الشركات في عام 2025.
في هذا السياق، أشار كوازار إليزونديا، المحلل الاستراتيجي في شركة “بيبرستون”، إلى أن استمرار ارتفاع عوائد السندات نتيجة مراجعة التوقعات بشأن السياسات النقدية الأقل تقييداً يثير القلق.
وأوضح أن إمكانية استمرار الاحتياطي الفيدرالي في اتباع سياسات نقدية تقييدية لفترة أطول من المتوقع قد تؤدي إلى تقليص توقعات نمو الأرباح.
على مستوى العملات، عزز الدولار الأمريكي موقعه مدعوماً بفارق أسعار الفائدة، محققاً مكاسب بنسبة 6.5% منذ بداية العام مقابل سلة من العملات الرئيسية. في المقابل، خسر اليورو أكثر من 5% من قيمته أمام الدولار خلال العام، ليستقر عند مستوى 1.0427 دولار، وهو قريب من أدنى مستوياته في عامين.
أما الدولار مقابل الين الياباني، فقد حافظ على قربه من أعلى مستوياته في خمسة أشهر عند 157.79 ين، مع توقعات بمحدودية الارتفاع بفعل مخاطر التدخل الياباني.
وفي أسواق السلع، تراجعت أسعار الذهب تحت وطأة قوة الدولار، رغم تسجيله مكاسب بنسبة 28% منذ بداية العام، ليصل إلى مستوى 2,624 دولاراً للأوقية.
أما النفط، فقد ظل يعاني من ضغوط ضعف الطلب، خاصة من الصين، ما دفع منظمة أوبك+ إلى تمديد اتفاق خفض الإنتاج عدة مرات. ارتفع خام برنت بمقدار 6 سنتات ليبلغ 74.23 دولاراً للبرميل، بينما ارتفع الخام الأمريكي بمقدار سنت واحد ليصل إلى 70.61 دولاراً للبرميل.
المصدر: رويترز
