شهد الدولار الأمريكي استقراراً ملحوظاً، اليوم الثلاثاء، بالقرب من أعلى مستوياته الأخيرة، في ظل توقعات متزايدة برفع أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على المدى الطويل. يأتي هذا الترقب وسط تصاعد التوقعات بشأن بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول مما كان متوقعاً.
وفي هذا السياق، تراجع اليورو، الذي يواصل تسجيل خسائره السنوية أمام الدولار بنسبة تقترب من 5%، حيث استقر عند مستوى 1.0509 دولار في التعاملات الآسيوية. ويعود ذلك إلى التباين الواضح في السياسات النقدية بين البنك المركزي الأوروبي ونظيره الأمريكي. الفجوة المتزايدة بين عوائد السندات الأمريكية والألمانية لعشر سنوات بلغت 216 نقطة أساس، ما يعكس ارتفاع عوائد السندات الأمريكية وزيادة جاذبية الدولار مقارنة باليورو.
وبالتزامن مع ذلك، استقر الين الياباني عند 154.06 مقابل الدولار، بعد ستة أيام متواصلة من التراجع. جاء هذا التراجع بعد أن خفت توقعات رفع بنك اليابان لأسعار الفائدة هذا الأسبوع، حيث يُرجح تأجيل القرار إلى يناير المقبل، مما زاد من الضغوط على العملة اليابانية.
اقرأ أيضاً: اليورو مقابل الدولار يسعى للتعافي – التوقعات ليوم 16 ديسمبر 2024
من ناحية أخرى، يترقب المستثمرون قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، وسط مؤشرات على قوة الاقتصاد الأمريكي. وتشير العقود الآجلة إلى احتمالية كبيرة لخفض أسعار الفائدة، رغم صدور بيانات حديثة أظهرت قفزة في نشاط قطاع الخدمات الأمريكي لأعلى مستوى في ثلاث سنوات، وفقاً لمسح أجرته مؤسسة “ستاندرد آند بورز جلوبال”.
وتظهر تقديرات مؤشر “GDPNow” الصادر عن الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا نمواً اقتصادياً بنسبة 3.3% خلال الربع الرابع. هذه البيانات تدعم التوقعات باستمرار ارتفاع العوائد الأمريكية وتعزز مكانة الدولار في الأسواق العالمية، ما يزيد من ترجيحات بقاء أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة لفترة أطول.
ويُشار إلى أن توقعات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر الماضي كانت تشير إلى أن مستوى أسعار الفائدة على المدى الطويل سيبلغ 2.9%، غير أن الأسواق تشير حالياً إلى شبه استبعاد للوصول إلى هذا المستوى مع نهاية العام المقبل.
وفي هذا السياق، صرّح برنت دونيلي، رئيس شركة “Spectra Markets”، بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يعرب عن قلقه حيال عودة التضخم في ضوء بقاء الأسعار مرتفعة. وأضاف أن الفيدرالي قد يعتمد لغة حذرة تدعو إلى توخي الحذر ومراقبة مسار التضخم مع إبقاء الفائدة المحايدة عند مستويات مرتفعة.
وعلى الصعيد العالمي، تترقب الأسواق قرارات أخرى من البنوك المركزية هذا الأسبوع، بما في ذلك بنك اليابان وبنك إنجلترا وبنك النرويج، حيث من المتوقع أن تُبقي هذه البنوك على أسعار الفائدة دون تغيير. وفي الوقت نفسه، قد يقوم البنك المركزي السويدي “ريكسبنك” بخفض أسعار الفائدة، في خطوة تُعد الأولى منذ فترة طويلة.
وفي بريطانيا، استقر الجنيه الإسترليني عند 1.2680 دولار بعد تسجيل مكاسب طفيفة، مدعوماً ببيانات تشير إلى تحسن نشاط الأعمال، مما يزيد من احتمالات استمرار بنك إنجلترا في سياسته النقدية الحذرة تجاه خفض الفائدة.
وعلى صعيد الدولار الكندي، واصل تراجعه إلى أدنى مستوى له منذ أربع سنوات ونصف، وسط ضغوط تتعلق بتراجع أسعار الفائدة المحلية ومخاوف من فرض الولايات المتحدة تعريفات جمركية جديدة. تزامن هذا التراجع مع استقالة مفاجئة لوزيرة المالية الكندية كريستيا فريلاند، ما أثار تساؤلات حول استقرار السياسة المالية في البلاد.
في المقابل، ظل الدولار الأسترالي والنيوزيلندي قريبين من أدنى مستوياتهما هذا العام، رغم البيانات الاقتصادية الصينية الضعيفة، حيث يعول المستثمرون على تدخل حكومي لدعم النمو الاقتصادي.
وفي الصين، حافظ اليوان الصيني على استقراره عند 7.2845 مقابل الدولار، في ظل تراجع التوقعات بشأن نمو الاقتصاد الصيني، ما دفع عوائد السندات الصينية لأجل عشر سنوات إلى مستويات متدنية تاريخيًا. وكانت القيادة الصينية قد رفعت العجز في الموازنة إلى مستوى قياسي بلغ 4% من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2025، مع الحفاظ على مستهدف نمو اقتصادي يبلغ 5%.
فكرتين عن“الدولار يستقر وسط ترقب الأسواق لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة”
Pingback: سعر اليورو مقابل الدولار يترقب انخفاضاً جديداً
Pingback: الأسهم الآسيوية تتأرجح والدولار يتماسك ترقّباً لاجتماعات البنوك المركزية