اعلان
اعلان
الرئيسية » سياسة وإقتصاد » الصين تردّ بإجراءات محدودة بعد فرض ترامب تعريفات جديدة واسعة

الصين تردّ بإجراءات محدودة بعد فرض ترامب تعريفات جديدة واسعة

الصين وأمريكا

فرضت الصين، يوم الثلاثاء، تعريفات جمركية محددة على بعض الواردات الأمريكية، كما وضعت عدداً من الشركات، بما في ذلك “غوغل”، تحت المراقبة لاحتمال فرض عقوبات مستقبلية، وذلك في ردّ محسوب على الرسوم الجمركية الواسعة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الواردات الصينية. وفي ظل هذا التصعيد التجاري، لم تتضح بعد إمكانية إجراء اتصال بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ، وهو ما يُعدّ خطوة حاسمة قد تسهم في تهدئة التوترات القائمة.

وفي وقت سابق من اليوم ذاته، صرّح المستشار التجاري لترامب، بيتر نافارو، بأن الزعيمين سيجريان محادثة لاحقاً، وهو ما دفع المستثمرين إلى التفاؤل بإمكانية منح الصين استثناءً مؤقتاً، كما حدث مع المكسيك وكندا يوم الاثنين، ما انعكس إيجاباً على أسواق الأسهم وأسعار النفط. 

ومع ذلك، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤول أمريكي تأكيده أن ترامب وشي لن يتحدثا يوم الثلاثاء، ما أعاد الضبابية إلى المشهد.

وفيما يتعلّق بالتدابير الصينية، فقد جاء ردّ بكين محدوداً مقارنة بإجراءات واشنطن، إذ فرضت رسوماً إضافية بنسبة 10% على جميع الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة، ما يعكس سعي صانعي السياسات في الصين إلى إبقاء الباب مفتوحاً للحوار مع ترامب لتفادي اندلاع حرب تجارية شاملة بين أكبر اقتصادين في العالم.

تصفح أيضاً: دياغيو: التعريفات الجمركية الأمريكية قد تلحق بها خسائر تصل إلى 200 مليون دولار في النصف الثاني من العام

وبحسب تقديرات مؤسسة “كابيتال إيكونوميكس” البريطانية، فإن التعريفات الصينية الجديدة ستشمل واردات أمريكية بقيمة 20 مليار دولار سنوياً، في حين تطال تعريفات ترامب ما يعادل 450 مليار دولار من السلع الصينية، ودخلت حيّز التنفيذ مع بداية يوم الثلاثاء. وعلى الرغم من أن الإجراءات الصينية تعدّ متواضعة بالمقارنة مع الخطوات الأمريكية، فإنها تحمل رسالة واضحة إلى واشنطن بشأن استعداد بكين لاتخاذ تدابير مضادة.

وفي خطوة موازية، أوقفت إدارة ترامب تهديدها بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على المكسيك وكندا، بعد التوصل إلى اتفاق يمنح البلدين مهلة 30 يوماً لتقديم تنازلات تتعلق بمراقبة الحدود ومكافحة الجريمة. 

وفي الوقت الذي يترقب فيه العالم تداعيات هذا التصعيد، أشار ترامب إلى أن الاتحاد الأوروبي قد يكون هدفه المقبل في ملف التعريفات، دون تحديد إطار زمني لذلك.

وفي هذا السياق، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، استعداد بروكسل لمفاوضات شاقة مع واشنطن، مع التشديد على ضرورة ترسيخ شراكة أقوى بين الطرفين. وشددت في كلمة لها على أن الاتحاد الأوروبي سيكون منفتحاً وبراغماتياً في سعيه لتحقيق هذا الهدف، لكنه لن يتردد في الدفاع عن مصالحه متى تطلب الأمر ذلك.

أما على الجانب الصيني، فقد تزامنت الإجراءات الجديدة مع بدء تطبيق التعريفات الأمريكية، حيث أعلنت بكين عن فرض رسوم بنسبة 15% على واردات الفحم والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، و10% على النفط الخام والمعدات الزراعية وبعض أنواع الشاحنات والسيارات ذات المحركات الكبيرة القادمة من الأسواق الأمريكية.

وفي خطوة أخرى، أطلقت الصين تحقيقاً لمكافحة الاحتكار ضد شركة “غوغل”، كما أدرجت شركة “PVH Corp”، المالكة لعلامة “كالفن كلاين”، وشركة التكنولوجيا الحيوية الأمريكية “إلومينا”، ضمن قائمة العقوبات المحتملة. وردّاً على ذلك، أعربت “PVH” عن صدمتها وخيبة أملها العميقة من القرار الصيني، مؤكدة التزامها التام بجميع القوانين واللوائح التنظيمية المعمول بها.

من جهتها، شددت “إلومينا” على التزامها بالامتثال للقوانين أينما تزاول نشاطها، فيما امتنعت “غوغل” عن التعليق على التحقيق الجاري. وعلى صعيد آخر، فرضت الصين قيوداً على تصدير بعض المعادن الحيوية، بما في ذلك التنجستن، الذي يُعدّ عنصراً أساسياً في الصناعات الإلكترونية والمعدات العسكرية والألواح الشمسية.

أما في قطاع المركبات الكهربائية، فقد أعلنت بكين عن فرض رسوم بنسبة 10% على الشاحنات الكهربائية المستوردة من الولايات المتحدة، وهي خطوة قد تشمل “سايبر تراك”، التي تروّج لها شركة “تسلا” في السوق الصينية، إلا أن الشركة لم تصدر أي تعليق فوري على ذلك.

ومن اللافت أن هذه التعريفات لن تدخل حيز التنفيذ قبل يوم الاثنين المقبل، ما يمنح واشنطن وبكين فرصة لإجراء محادثات محتملة قبل أن تتفاقم الأزمة، لا سيما في ظل التحديات التي يواجهها الاقتصاد الصيني نتيجة تراجع الطلب المحلي.

وخلال ولايته الرئاسية الأولى، قاد ترامب حرباً تجارية استمرت عامين ضد الصين، في محاولة للحدّ من فائضها التجاري مع الولايات المتحدة، ما أدى إلى اضطراب سلاسل التوريد العالمية وإلحاق أضرار جسيمة بالاقتصاد العالمي

ومع تصاعد حدة التوتر، لم يستبعد ترامب فرض مزيد من الرسوم على الصين إذا لم تتخذ خطوات لوقف تدفق الفنتانيل، وهو مخدر أفيوني شديد الخطورة، إلى الولايات المتحدة. وفي المقابل، ردّت بكين بأن أزمة الفنتانيل هي “مشكلة أمريكية”، متوعدة باللجوء إلى منظمة التجارة العالمية واتخاذ إجراءات مضادة، مع إبقاء الباب مفتوحاً للحوار.

وبالنظر إلى طبيعة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، فإن الولايات المتحدة لا تُعدّ مصدراً رئيسياً للنفط الخام بالنسبة للصين، إذ لم تتجاوز حصتها 1.7% من إجمالي واردات بكين في العام الماضي، بقيمة تُقدّر بنحو 6 مليارات دولار، في حين بلغت نسبة الغاز الطبيعي المسال المستورد من الولايات المتحدة نحو 5%.

وفي ظل هذه التطورات، حذّر خبراء اقتصاديون من أن الرسوم الجمركية قد تصبح أداة متكررة في النزاعات التجارية، ما يزيد من تقلبات الأسواق خلال العام الجاري. وأوضح غاري نغ، كبير الاقتصاديين في بنك “ناتيكسيس” بهونغ كونغ، أن التوصل إلى اتفاقات جزئية لا يعني بالضرورة انتهاء التصعيد التجاري، إذ قد تبقى التعريفات ورقة ضغط دائمة في الصراع الاقتصادي بين القوتين العظميين.

وفي سياق متصل، شهدت أوتاوا ومكسيكو سيتي ارتياحاً بعد إعلان رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، والرئيسة المكسيكية، كلاوديا شينباوم، عن اتفاق لتعزيز الرقابة الحدودية، ما أدى إلى تعليق الرسوم الأمريكية بنسبة 25% لمدة 30 يوماً، والتي كان من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ الثلاثاء.

وفي الوقت ذاته، أبدى مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي، ماروش شيفتشوفيتش، استعداده لإجراء محادثات مبكرة مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن الحل يكمن في الحوار البناء. وأضاف: “نؤمن بأننا، من خلال التفاعل الإيجابي والمناقشات المثمرة، قادرون على إيجاد مخرج لهذه الأزمة”.

المصادر: 

  • رويترز
  • صحيفة وول ستريت جورنال 

للمزيد من الأخبار الاقتصادية العالمية، لا تترددوا في الانضمام إلى قناتنا عبر التلجرام. رابط القناة: https://t.me/globalnews360

اترك تعليقاً

إخلاء المسؤولية
لا يُقصد بالمعلومات والمنشورات أن تكون، أو تشكل، أي نصيحة مالية أو استثمارية أو تجارية أو أنواع أخرى من النصائح أو التوصيات المقدمة أو المعتمدة من توصياتي 360

ازدد معرفة

يمكنك الحصول على استشارات مجانية

تنبيه !

استقبل أفضل توصيات الأسهم والمؤشرات, السلع والعملات, على بريدك الالكتروني يومياًً