تذبذب الدولار بالقرب من أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع أمام العملات الرئيسية اليوم الاثنين، وسط توقعات بتخفيض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع، مع إشارة إلى وتيرة تدريجية لتيسير السياسة النقدية في عام 2025.
كما صعدت عملة البيتكوين لتتجاوز 105,000 دولار لأول مرة، مدعومة بتوقعات بأن الرئيس المنتخب دونالد ترامب سيعزز من استراتيجية الاحتفاظ باحتياطي استراتيجي من البيتكوين.
وتعثر الين الياباني في محاولة تعافيه بعد أسوأ أسبوع له منذ سبتمبر، في أعقاب تقارير أفادت بأن بنك اليابان يفضل التريث عن رفع أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقرر يوم الخميس. كما تعرض الجنيه الاسترليني لضغوط إضافية بعد أن أظهرت البيانات الاقتصادية يوم الجمعة الماضي انكماشاً غير متوقع في الاقتصاد، بينما من المنتظر أن يعلن بنك إنجلترا عن قراره السياسي بعد ساعات قليلة من قرار بنك اليابان.
أما الدولار فقد حظي بدعم إضافي من ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، حيث يعتقد المتداولون أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم الأربعاء، لكنهم يتوقعون أن يتراجع عن خفض آخر في يناير المقبل، وفقًا لأداة “FedWatch” التابعة لبورصة شيكاغو.
ويأتي ذلك في وقت تسجل فيه معدلات التضخم ارتفاعًا فوق هدف البنك المركزي الأمريكي البالغ 2%، حيث أكد مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي أن الزيادة الأخيرة في الأسعار تعتبر جزءاً من الطريق المتعرج نحو تقليل الضغوط التضخمية، ولا تعد انعكاسًا لاتجاه التضخم المعاكس.
تصفح أيضاً: المستهلكون الصينيون يتوقفون عن التسوق وسط تباطؤ اقتصادي
لكن المحللين يشيرون إلى أن هناك قلقاً من تجدد الضغوط التضخمية مع تولي ترامب الرئاسة في يناير المقبل. في هذا السياق، قال جيمس كنيفِتون، كبير المتداولين في “كونفيرا”: “لقد أظهر الاقتصاد الأمريكي مرونة في مواجهة معدلات الفائدة المرتفعة، مما يعني أن هناك احتمالية لارتفاع التضخم في حال سخونة الاقتصاد، وهو أمر يحتاج الاحتياطي الفيدرالي إلى معالجته”.
وأضاف كنيفِتون: “هناك قلق من أن السياسات المحتملة للإدارة القادمة قد تكون تضخمية، ولكن كما أشار محافظ بنك كندا في وقت سابق من هذا الشهر، يجب ألا تكون القرارات مبنية على السياسات الأمريكية المحتملة، وقد يتبع رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، هذا النهج”.
وفيما يتعلق بحركة الدولار، فقد استقر مؤشر الدولار، الذي يتتبع العملة الأمريكية مقابل اليورو والجنيه الاسترليني والين الياباني وثلاث عملات رئيسية أخرى، عند مستوى 106.80، بعد أن وصل إلى 107.18 يوم الجمعة لأول مرة منذ 26 نوفمبر.
كما ارتفع الدولار أمام الين بنسبة 0.1% إلى 153.87 ين، بعد أن سجل في وقت سابق 153.91، وهو أعلى مستوى له منذ 26 نوفمبر.
وفيما يخص الجنيه الاسترليني، فقد ارتفع بنسبة 0.22% ليصل إلى 1.2636 دولار، بعد أن سجل يوم الجمعة أدنى مستوى له منذ 27 نوفمبر، حيث بلغ 1.2607 دولار.
أما اليورو، فقد ارتفع بنسبة 0.2% إلى 1.0518 دولار، بعد أن انخفض إلى 1.0453 دولار في نهاية الأسبوع الماضي، وهو أدنى مستوى له منذ 26 نوفمبر، مدفوعًا بتقارير أفادت بأن وكالة التصنيف “موديز” خفضت تصنيف فرنسا بشكل غير متوقع يوم الجمعة.
في غضون ذلك، ارتفعت البيتكوين بنسبة تصل إلى 3.6% مقارنةً بإغلاق يوم الأحد، لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 106,533 دولارًا. وأشار ترامب في مقابلة مع قناة “سي إن بي سي” يوم الجمعة إلى أنه يعتزم المضي قدماً في خطة لإنشاء احتياطي استراتيجي من البيتكوين في الولايات المتحدة، مشابهًا للاحتياطي الاستراتيجي النفطي.
وقد كان ترامب قد وعد خلال حملته الانتخابية بجعل الولايات المتحدة “عاصمة العملات الرقمية في العالم”.
وفي تعليق له على الارتفاع الكبير للبيتكوين، قال توني سيكامور، المحلل في شركة “آي جي”: “لقد كانت المقابلة مع ترامب بمثابة شعلة متأخرة، لكنها أدت في النهاية إلى دفع البيتكوين فوق مستوى 105,000 دولار”.
وأضاف سيكامور: “نحن الآن في مرحلة جديدة، والتوقعات القادمة هي أن السوق يتطلع إلى الوصول إلى مستوى 110,000 دولار”.