يتولى دونالد ترامب اليوم الاثنين منصبه رئيساً للولايات المتحدة، في خطوة تاريخية تُعيده إلى البيت الأبيض لولاية ثانية وسط أجواء سياسية مشحونة وترقب داخلي وخارجي. يعكس هذا الحدث عودة رئيس واجه تحديات غير مسبوقة، بما في ذلك محاكمتي عزل، إدانة جنائية، محاولتي اغتيال، واتهامات بمحاولة قلب نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
تُقام مراسم التنصيب عند الساعة الثانية عشرة ظهرًا بالتوقيت المحلي (1700 بتوقيت غرينتش) داخل قبة الكابيتول، وذلك لأول مرة منذ أربعة عقود بسبب البرودة الشديدة. وتأتي هذه اللحظة بعد أربع سنوات من اقتحام أنصار ترامب للمبنى في محاولة لعرقلة المصادقة على فوز الرئيس السابق جو بايدن.
يُعد ترامب أول رئيس منذ القرن التاسع عشر يعود إلى المنصب بعد خسارة سابقة، إذ يدخل البيت الأبيض متعهداً بإحداث تغييرات واسعة النطاق.
وأعلن أنه سيبدأ ولايته بإصدار سلسلة من الأوامر التنفيذية التي تشمل إجراءات صارمة ضد الهجرة، وقرارات تتعلق بالطاقة والتجارة، بالإضافة إلى العفو عن مئات المتورطين في أحداث اقتحام الكابيتول.
يعود ترامب إلى السلطة بدعم كامل من الحزب الجمهوري، الذي أصبح أكثر توحداً بعد استبعاد الأصوات المعارضة داخله. ورغم عدم تحقيقه أغلبية مطلقة، إلا أن فوزه بفارق مليوني صوت عن منافسته الديمقراطية كامالا هاريس يعكس حالة الاستياء الشعبي المتزايدة نتيجة التضخم الاقتصادي المستمر.
تصفح أيضاً: اليورو يشهد تحركًا إيجابيًا قبيل خطاب تنصيب دونالد ترامب
يعتزم ترامب في أولى أيام ولايته إلى اتخاذ خطوات حاسمة تشمل تصنيف عصابات المخدرات كمنظمات إرهابية، وإعلان حالة طوارئ على الحدود مع المكسيك، إضافة إلى التراجع عن السياسات البيئية التي تبنتها الإدارة السابقة. غير أن هذه الأوامر التنفيذية قد تواجه موجة من الطعون القانونية التي قد تعرقل تنفيذها.
وستنعقد مراسم التنصيب وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة، في أعقاب تصاعد العنف السياسي الذي تجلّى بمحاولتي اغتيال استهدفتا ترامب خلال حملته الانتخابية، إلى جانب حادث الدهس الذي وقع في نيو أورلينز مطلع العام الحالي والذي أسفر عن مقتل 14 شخصاً. وتعكس هذه التحديات الأمنية أجواء التوتر التي تكتنف بداية ولايته الجديدة.
يعود ترامب إلى البيت الأبيض بأجندة تتسم بالتغيير الجذري، وذلك بعد أن وصف ولايته السابقة بأنها محطة تحول في السياسة الأمريكية. وقد استعان بفريق من الموالين له عوضاً عن الخبراء التقليديين، مما يُثير تساؤلات حول طبيعة سياساته المقبلة وتأثيرها على المشهد السياسي الأمريكي.
جاء دعم ترامب من شخصيات بارزة في قطاع التكنولوجيا، أبرزهم إيلون ماسك، الذي أنفق 250 مليون دولار لدعم حملته. ومن المتوقع أن يحضر مراسم التنصيب عدد من الشخصيات البارزة مثل جيف بيزوس ومارك زوكربيرغ.
