تتجه أنظار المستثمرين إلى شركة نِفيديا هذا الأسبوع، حيث من المتوقع أن تكشف عن نتائجها المالية الفصلية في 26 فبراير. وفقاً لرويترز، ستكون هذه النتائج ستكون بمثابة مؤشر رئيسي يحدد مسار أسواق الأسهم الأمريكية، التي تمر بمرحلة حساسة بعد عمليات البيع الواسعة التي شهدتها الأسواق الشهر الماضي بسبب مخاوف مرتبطة بشركة DeepSeek الصينية الناشئة. إذ يسعى المستثمرون إلى التأكد من استمرار الاتجاه الإيجابي الذي دفع أسواق الأسهم، خاصة في قطاع الذكاء الاصطناعي، خلال العامين الماضيين.
تعتبر نِفيديا واحدة من الشركات الرائدة في صناعة الذكاء الاصطناعي، حيث تُعدّ ثاني أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، وتمثل نحو 6.3% من وزن مؤشر S&P 500. وقد شهدت أسهمها ارتفاعاً ضخماً بنسبة 550% خلال العامين الماضيين. لكن، وعلى الرغم من هذا النجاح الكبير، تعرضت الشركة لتقلبات ملحوظة في أسواق الأسهم، كان أبرزها التراجع الذي شهدته بعد أن كشفت شركة DeepSeek الصينية عن نموذج ذكاء اصطناعي منخفض التكلفة، مما أثر سلباً على أسهم نِفيديا، حيث فقدت نحو 17% من قيمتها في 27 يناير، بما يعادل خسارة قدرها 593 مليار دولار في يوم واحد.
وفي حين أن أسهم نِفيديا قد استعادت تقريباً كامل خسائرها، فإن القلق ما زال يحيط بمستقبل الشركة بعد هذه الأحداث. إذ يشعر المستثمرون بحذر تجاه إعلان الشركة المقبل، الذي قد يُحدث تقلبات جديدة في الأسواق المالية. كما أشار مايكل سميث، رئيس فريق النمو في شركة “أولسبرينغ”، إلى أن هناك توجساً من أن النتائج القادمة قد تُثير ردود فعل عنيفة في الأسواق، بسبب تزايد الشكوك بشأن قدرة نِفيديا على الحفاظ على وتيرة نموها العالية.
آخر الأخبار: ترامب يسعى للتأكد: هل تم سرقة ذهب الخزانة الأمريكية؟
ومن المتوقع أن تسجل نِفيديا إيرادات تصل إلى 20.89 مليار دولار في الربع الرابع، مدفوعة بزيادة تقارب 72% في الإيرادات مقارنة بالعام الماضي. لكن، وبالرغم من الأرقام الإيجابية المتوقعة، ستتركز الأنظار على توجيه الشركة بخصوص العرض والطلب على رقائقها، والتي تشكل عنصراً أساسياً لتبرير تقييمها المرتفع، بالإضافة إلى آفاق القطاع ككل.
في الوقت نفسه، تشير البيانات إلى أن نِفيديا ستواجه في 2025 انخفاضاً في معدل نمو الأرباح، وهو ما قد يؤثر على تقييمها في أسواق المال. ورغم ذلك، ما زال يُنظر إلى نِفيديا على أنها عامل حاسم في تشكيل مستقبل السوق. يقول مات أورثون، كبير الاستراتيجيين في شركة “ريموند جيمس”، إن نِفيديا تمثل العنصر الأخير الذي قد يساعد على استعادة الثقة في الأسواق ويعزز شعور المستثمرين بالاستقرار، خاصة في ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي يواجهها السوق الأمريكي.
وبينما تواصل نِفيديا مسارها في السوق، فقد تراجعت العلاقة بين أسهم الشركة ومؤشر S&P 500 بشكل ملحوظ، حيث انخفضت من 71% في العام الماضي إلى 30% في عام 2025، ما يشير إلى ضعف تأثير الشركة على حركة السوق بشكل عام.
ورغم هذا التراجع، يبقى العديد من المحللين متفائلين حول مستقبل نِفيديا، حيث يُعتبرون أن أي تراجع قد يكون محصوراً في نطاق محدد إذا خيبت الشركة الآمال.
في ظل هذه التطورات، سيركز المستثمرون على الأرقام المرتقبة يوم الإثنين المقبل، في الوقت الذي يتابعون فيه عن كثب بيانات التضخم في الولايات المتحدة لشهر يناير، التي قد تلعب دوراً مهماً في تحديد سياسة البنك الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة.
وفي حال أظهرت البيانات مزيداً من الضغوط التضخمية، من المحتمل أن يدفع ذلك الفيدرالي لتأجيل خفض أسعار الفائدة لفترة أطول.