في خضم الارتفاع التاريخي الذي شهدته قيمة عملة البيتكوين في الآونة الأخيرة، لتصل إلى مستويات غير مسبوقة، بدأت بعض الدول في التفكير الجاد في تأسيس احتياطيات وطنية من هذه العملة الرقمية الرائدة، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز استقرار اقتصاداتها وتعظيم قوتها المالية في المستقبل.
وقد أصبحت البيتكوين، التي تسعى للوصول إلى حاجز الـ100,000 دولار، محط اهتمام العديد من الحكومات حول العالم، التي تسعى للاستفادة من الارتفاع الكبير في قيمتها خلال الأسابيع الماضية. وفي هذا السياق، أبدت بعض الدول اهتماماً جدياً في إدراج هذه العملة ضمن أصول احتياطياتها الوطنية، حيث تعد خطوة قد تكون حاسمة في رسم ملامح الاقتصاد الرقمي على مستوى العالم.
الولايات المتحدة
في الولايات المتحدة، أظهر عدد من المشرعين دعمهم الكبير لفكرة إنشاء احتياطي استراتيجي من البيتكوين. فقد قدمت السناتورة الأمريكية، سينثيا لوميس، مشروع قانون في ربيع العام الماضي يحمل اسم “قانون البيتكوين”، والذي يقترح أن تقوم الحكومة الأمريكية بشراء ما يصل إلى 200,000 بيتكوين سنوياً على مدار خمس سنوات، أي ما يعادل 5% من إجمالي المعروض من هذه العملة.
وقد أيد الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بدوره هذا التوجه، حيث دعا إلى إنشاء “مخزون استراتيجي من البيتكوين”، مؤكداً أن إدارته ستعمل على ضمان الاحتفاظ بكامل كمية البيتكوين التي تمتلكها الحكومة الأمريكية، أو التي ستتمكن من الحصول عليها في المستقبل.
لعلك ترغب في تصفح: “بيتكوين” تقترب من حاجز 100 ألف دولار مع مكاسب قياسية في نوفمبر
البرازيل
أما في البرازيل، فقد أطلقت الحكومة مؤخراً مشروع قانون يهدف إلى إنشاء احتياطي وطني من البيتكوين، حيث يقترح التشريع أن يشكل هذا الاحتياطي 5% من الاحتياطيات الدولية للبلاد. ويهدف المشروع إلى تقليل تعرض الاقتصاد البرازيلي لتقلبات سعر الصرف والمخاطر الجيوسياسية، بالإضافة إلى زيادة مرونته الاقتصادية. ومن المقرر أن يدير البنك المركزي البرازيلي احتياطي البيتكوين بالتعاون مع وزارة المالية، على أن يتم تخزين هذه العملة في محافظ باردة لضمان أمانها.
بولندا
وفي بولندا، دعا المرشح الرئاسي سواومير مينتزن إلى إنشاء احتياطي استراتيجي من البيتكوين، مؤكداً على ضرورة سن قوانين تشجع على تبني العملات الرقمية في البلاد.
روسيا
في روسيا، أبدت مجموعة من المشرعين رغبتهم في إنشاء مخزون من البيتكوين ضمن “خزانة الدولة”، وذلك رغم معارضة بعض الشخصيات البارزة مثل رئيس لجنة مجلس الدوما، أناتولي أكساكوف. ومع ذلك، تشير التطورات الأخيرة في السياسة الروسية إلى إمكانية إعادة النظر في هذا الموضوع، بعد أن أبدت الحكومة الروسية في وقت سابق استعدادها لاستبدال بعض احتياطياتها بالدولار الأمريكي بعملات رقمية أخرى.
السلفادور
وكانت السلفادور قد تقدمت بخطوات سباقة في هذا المجال، حيث أصبحت أول دولة في العالم تعترف بالبيتكوين كعملة قانونية، بينما بدأت بتكوين احتياطي من هذه العملة الرقمية منذ عام 2021. وقد حقق الرئيس نايب بوكيلي إنجازاً كبيراً في هذا الاتجاه، إذ تجني السلفادور الآن ثمار هذه الخطوة مع اقتراب البيتكوين من حاجز الـ100,000 دولار.
يبدو أن اهتمام الدول ببيتكوين كأصل احتياطي لا يزال في تصاعد مستمر، وهو ما يعكس التطور الكبير في التفكير الاقتصادي على مستوى العالم. بينما تبقى بعض الدول على الحياد أو تتعامل بحذر مع هذه العملات الرقمية، إلا أن العديد من الدول قد بدأوا بالفعل في اتخاذ خطوات جادة نحو تبني هذه العملة، سواء في إطار الاحتياطي الوطني أو كجزء من استراتيجيات اقتصادية أوسع تهدف إلى تعزيز مرونة الاقتصادات أمام التقلبات المالية.
Pingback: Bitcoin (BTCUSD) يحتاج إلى مزيد من الزخم الإيجابي – توقعات
Pingback: رئيس السلفادور يكشف عن نجاح استثمارات بلاده في البيتكوين بتجاوز قيمتها 600 مليون دولار - tawseyate360.com