أكد جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، أن استقلالية البنك المركزي في اتخاذ قرارات أسعار الفائدة بعيداً عن التدخلات السياسية تُعد أساسية لضمان تحقيق مصالح جميع المواطنين الأمريكيين، بعيداً عن أي تأثير حزبي أو سياسي.
وفي تصريحاته خلال قمة DealBook التي نظمتها صحيفة نيويورك تايمز، أعرب باول عن رؤيته تجاه الانتقادات العلنية التي وجهها الرئيس المنتخب دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية للبنك المركزي، والتي شملت اعتراضات على سياسات أسعار الفائدة.
وقد أشار ترامب إلى رغبته في أن يكون للرئيس دور مباشر في توجيه تلك السياسات.
وقال باول:”مهمتنا تكمن في تحقيق أقصى درجات التوظيف واستقرار الأسعار لصالح جميع الأمريكيين، ونحرص على البقاء بمعزل تام عن التأثيرات السياسية.”
ورغم انتقادات ترامب، أكد باول ثقته في الدعم الواسع الذي يحظى به مفهوم استقلالية البنك المركزي داخل أروقة الكونغرس، مبيّناً أن هذا الدعم يمتد عبر الحزبين السياسيين الرئيسيين، مما يعزز من مكانة الاحتياطي الفيدرالي كهيئة مستقلة.
تصفح أيضاً: توقف صعود وول ستريت بعد بلوغ قمم تاريخية.. وبيانات حاسمة تؤثر على تحركات الأسواق
وفيما يتعلق بأسعار الفائدة، أشار باول إلى أن البنك المركزي بات يمتلك المرونة اللازمة لتخفيض أسعار الفائدة تدريجيًا، مع تحسن الأداء الاقتصادي الذي تجاوز التوقعات الصادرة في سبتمبر الماضي.
حينها توقعت اللجنة الفيدرالية إجراء أربع تخفيضات على مدار عام 2025، بعد ثلاث تخفيضات شهدها عام 2024.
وأضاف باول قائلاً:”رغم أننا لم نحقق هدف التضخم المنشود بشكل كامل، إلا أننا نحرز تقدماً ملموساً يسمح لنا بالتحرك بحذر أكبر.”
وتعمل السياسات النقدية للاحتياطي الفيدرالي على تحقيق “هبوط سلس” للاقتصاد، وهو مصطلح يُشير إلى خفض التضخم إلى المستوى المستهدف عند 2%، دون التسبب في ركود اقتصادي.
وعلى الرغم من صعوبة تحقيق هذا الهدف تاريخياً، إلا أن باول أبدى تفاؤله، مشيراً إلى أن الاقتصاد يسير نحو الاتجاه الصحيح.
وقد أظهرت البيانات الاقتصادية الأخيرة تباطؤاً ملحوظاً في سوق العمل، إلى جانب انخفاض التضخم بشكل كبير. ومع ذلك، لا يزال التضخم عالقاً فوق المستوى المستهدف، ما قد يدفع صناع القرار إلى توخي الحذر في أي تخفيضات إضافية لأسعار الفائدة.
وخلال الأسبوع الجاري، أعرب عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي عن دعمهم لمواصلة خفض أسعار الفائدة، مع ترك الباب مفتوحاً أمام تقييم البيانات الاقتصادية القادمة.
كما وصرّح كريستوفر والر، عضو مجلس إدارة الاحتياطي الفيدرالي، يوم الإثنين، بأنه يميل إلى تأييد تخفيض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل للبنك المركزي، لكنه أضاف أن أي تغييرات قد تعتمد على بيانات التضخم وسوق العمل الواردة.
أما ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، فقد أعربت عن دعمها لتخفيض الفائدة، مشيرة إلى أن توقيت التنفيذ يظل مرهوناً بالظروف الاقتصادية المستقبلية. وفي مقابلة مع قناة فوكس بزنس، قالت دالي:
“سواء أكان ذلك في ديسمبر أو وقت لاحق، سنناقش المسألة بعمق خلال الاجتماع القادم. الأهم هو ضمان استمرارية التوسع الاقتصادي مع الحفاظ على معدلات تضخم منخفضة ومستدامة.”