انطلق يوم السبت، 28 سبتمبر 2024، حفل “روائع الأوركسترا السعودية” في العاصمة البريطانية لندن، ليكون بمثابة احتفاء كبير بالثقافة والفنون السعودية.
يُعد هذا الحفل امتداداً للجولات العالمية التي نظمتها هيئة الموسيقى، حيث شهدت المرحلة السابقة حفلات ناجحة في باريس ومكسيكو سيتي ونيويورك.
أقيم الحفل في مسرح سنترال هول وستمنستر، وجمع بين الأوركسترا والكورال الوطني السعودي، حيث قدما مجموعة من الأعمال الموسيقية التي تعكس التراث الغني والتنوع الثقافي في المملكة.
شمل البرنامج الفني “ميدلي” لمجموعة من الأغاني السعودية الأصيلة، مما جسد عمق الفنون الشعبية.
تميز الحفل بمشاركة الأوركسترا الفيلهارمونية الملكية، التي قدمت مقطوعات موسيقية شهيرة تعكس التراث الموسيقي البريطاني.
كانت هذه التعاونات تهدف إلى تقديم تجربة فنية مميزة تُبرز الحوار الثقافي بين المملكة المتحدة والسعودية.
في كلمته الافتتاحية، أكد الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للموسيقى، بول باسيفيكو، على أهمية الموسيقى في رؤية المملكة 2030، قائلاً: “تلعب الموسيقى دوراً خاصاً في هذا التحول، فهي قادرة على تطوير المهارات وتوفير منصات للتعبير الثقافي والفني، فضلاً عن كونها وسيلة للتنمية الاقتصادية المستدامة.”
وقد أعرب باسيفيكو عن أمله في أن يسهم هذا الحدث في تعزيز التبادل الثقافي وتقوية الروابط الإنسانية، مشيراً إلى أن “القدوم إلى هذا المكان له دلالة خاصة، حيث تم هنا في 10 يناير 1946 عقد أول اجتماع في الجمعية العامة للأمم المتحدة.”
تضمن الجزء الأول من الحفل، الذي استمر ساعتين، تنسيق الأوركسترا الوطنية السعودية بقيادة المايسترو رياب أحمد، مع عروض راقصة.
وشمل البرنامج مجموعة من الأغاني السعودية الشهيرة، منها “أنا من هالأرض” لمحمد عبده، و”حنا طلبنا الله”، إلى جانب أغنية “Rolling in the Deep” لأديل. في الجزء الثاني من العرض، قام المايسترو البريطاني بنجامين بوب وجوقة الأوركسترا الملكية بتقديم مجموعة من الأعمال الكلاسيكية، بما في ذلك “Crown Imperial” و”زادوخ الكاهن”.
اقرأ أيضاً: تفاصيل موسم الرياض 2025: حفلات باختيار الجمهور وتعاون مع مصر و12 مسرحية جديدة
اختتمت الأمسية بمزيج من الألحان السعودية وأغنية “عاشقينك” لراشد الماجد، بقيادة هاني فرحات. بهذا العرض، أثبتت الأوركسترا الوطنية السعودية قدرتها على تقديم تجربة فنية غنية ومتنوعة تعكس الهوية الثقافية للمملكة، مما يجعلها واحدة من أبرز الفعاليات الثقافية في العالم.
الأوركسترا السعودية: نجاح عالمي مستمر
جاءت جولة “روائع الأوركسترا السعودية” كجزء من استراتيجية هيئة الموسيقى لتوسيع نطاق الثقافة والفنون السعودية على الساحة الدولية.
وقد كانت حفلاتها السابقة في قاعة دو شاتليه بباريس والمسرح الوطني في مكسيكو سيتي ودار الأوبرا متروبوليتان في نيويورك دليلاً على تزايد الاهتمام العالمي بالفنون السعودية، حيث استقطبت جمهوراً متنوعاً وأثارت إعجاب النقاد.
ردود فعل إيجابية
عبّر السعوديون عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حبهم الكبير للحفل، حيث تفاعلوا بشكل إيجابي مع الفقرات الموسيقية التي تم تقديمها.
أظهرت التعليقات مدى الفخر الوطني الذي يشعر به الجمهور تجاه هذه الفعالية، مما يعكس أهمية الفنون في تعزيز الهوية الثقافية والتواصل بين أفراد المجتمع.
إرثٌ ثقافي مستدام
لا يقتصر تأثير هذه الفعالية على الترفيه فحسب، بل يُعد أيضًا وسيلة لتعزيز الفهم المتبادل والتبادل الثقافي.
تُظهر مشاركة الأوركسترا الفيلهارمونية الملكية كيف يمكن للفنون أن تلعب دوراً رئيسياً في بناء جسور التواصل بين الثقافات المختلفة.
من خلال هذه الحفلات، تعزز هيئة الموسيقى من حضور الفنون السعودية على المستوى العالمي، وتؤكد على دورها الفعال في تعزيز الهوية الثقافية.
في الختام، يُعتبر حفل “روائع الأوركسترا السعودية” في لندن بمثابة منصة لنشر الثقافة السعودية، حيث ترك أثراً عميقاً في قلوب الحضور وعزز من مكانة المملكة كوجهة ثقافية رائدة على الساحة العالمية.
هذه الفعالية تجسد الروح الثقافية الحية للمملكة العربية السعودية، وتؤكد على أهمية الفنون في بناء مجتمعات متفاعلة ومتنوعة.
