غيّب الموت في صبيحة هذا اليوم أحد رموز الفن المصري، الفنان القدير مصطفى فهمي، الذي توفي عن عمر ناهز 82 عاماً بعد معاناة طويلة مع المرض الذي فاقمه تدهور مفاجىء في حالته الصحية.
وقد أعلن عن نبأ الوفاة نقابة المهن التمثيلية في مصر، مؤكدة على عمق الحزن الذي يلف الوسط الفني المصري والعربي، برحيل شخصية أثرت مسيرة الدراما العربية بأعمال لا تنسى.

سبب وفاة الفنان مصطفى فهمي
عاني فهمي في السنوات الأخيرة من أزمات صحية متتالية بدأت بجلطة دماغية ألمت به أثناء إقامته في فرنسا، تلتها مضاعفات خطيرة استلزمت جراحة عاجلة لإزالة ورم سرطاني من الدماغ في أغسطس الماضي.
وعلى الرغم من استقرار مؤقت في حالته، شهدت الساعات الأخيرة تدهوراً غير متوقع أعاده إلى المستشفى، حيث فارق الحياة فور وصول الإسعاف.
اقرأ أيضاً: وداعاً الياس خوري…رحيل الروائي العربي الكبير عن عمر يناهز 76 عاماً
وأعرب العديد من الفنانين والمشاهير عن حزنهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، منهم الفنان عمرو محمود ياسين الذي نشر قائلاً: “وداعاً لمعلم كبير أثرى حياتنا بفنه وإبداعه. ننعى أنفسنا وكل محبيك”، فيما نعاه الفنان محمد عادل إمام والفنان كريم عبد العزيز والفنانة ياسمين صبري برسائل عزاء مؤثرة، متمنين لأسرته الصبر والسلوان.

إرث فني ممتد ومسيرة متألقة
يعد مصطفى فهمي من أبرز النجوم في التاريخ السينما المصرية، حيث بدأ رحلته في أوائل السبعينات بمشاركته فيلم “أين عقلي”، ليتبعها بمسيرة حافلة قدم خلالها قرابة 150 عملاً فنياً تنوع بين السينما والدراما، تاركاً بصمة خالده في قلوب جمهوره.
ومن أشهر أدواره الشخصية الإسرائيلية في مسلسل “دموع في عيون وقحة” وشخصية أحمد الشيخ في مسلسل “قصة الأمس”، بالإضافة إلى مشاركته الأخيرة في فيلم ” السرب”.
وُلد فهمي في أسرة ذات أصول شركسية عريقة، حيث كان جده رئيساً لمجلس الشورى المصري الأسبق، ما أضاف لصورته الفنية بعداً اجتماعياً وثقافياً.
وقد عُرف بتمسكه بالقيم العائلية وتقاليد عائلته الأرستقراطية، ميث تأثر منذ طفولته بتاريخ أسرته وعملها في الشأن العام.

برحيل الفنان مصطفى فهمي، يفقد الفن المصري اليوم أحد أعمدته الكبار، الذي لم تقتصر مساهماته على الشاشة فقط، بل تجوزتها إلى قلوب وعقول الجمهور.
ويُرتقب أن يتم تشييع جثمانه اليوم، في حضور نخبة من الفنانيين والمحبين ليودعوه إلى مثواه الأخير، تاركاً وراءه إرثاً فنياً خالداً، سيظل شاهداً على مسيرته الفنية العظيمة.