تصاعد الين مقابل الدولار الأمريكي في تداولات اليوم الاثنين، وذلك في ظل تضارب الإشارات حول مستقبل سياسة الفائدة في البلدين. وتأتي هذه الزيادة في الين مع توقعات بأن يختتم بنك اليابان أسعار الفائدة السلبية خلال اجتماعه القادم بينما يتجه مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي نحو خفض الفائدة في يونيو المقبل، وفقاً لرويترز.
وبقي مؤشر الدولار، الذي يُقيِّم أداء العملة الأمريكية مقابل الين وخمسة منافسين رئيسين آخرين، قريبًا من أدنى مستوى له في شهرين تقريباً الذي سجله يوم الجمعة، بعد أن أشارت بيانات التوظيف الشهرية إلى تباطؤ سوق العمل الأمريكية. هذا يعزز احتمالية استمرار مجلس الاحتياطي الاتحادي في مسار يفضي إلى التيسير الكمي.
الين مقابل الدولار
كما وتراجعت قيمة الدولار بنسبة 0.06٪ من مستوى 146.995 ين، حيث هبطت إلى 146.995 في وقت سابق، واقتربت من أدنى مستوى لها خلال خمسة أسابيع، والذي سُجل يوم الجمعة عند 146.48.
في حين سجل مؤشر الدولار زيادة طفيفة بنسبة 0.06٪، حيث وصل إلى مستوى 102.7، وهو يتداول قرب أدنى مستوى له الذي سُجل يوم الجمعة عند 102.3. يُلاحظ أن هذا المستوى هو الأدنى الذي يتم تحقيقه منذ منتصف يناير، تحديدا في الـ 15 من كانون الثاني.
وفقاً لتقرير صدر عن الخبراء الاستراتيجيون لدى شركة وستباك المتخصصة، من المتوقع أن يحافظ الدولار على مستواه مقابل الين خلال الأسبوع الحالي، مع احتمال زيادة تجاوز مستوى 148 ين،مما يثير اهتمام المتداولين لإجراءات بيعية محتملة. يأتي هذا في ظل التوقعات المستمرة بتعديل سياسة بنك اليابان في اجتماعه المقرر عقده في 19 مارس.
وبحسب مذكرة المحللين، يشير مؤشر الدولار إلى احتمالية مواجهة تراجع عميق، مع توقعات بأنه قد يختبر مستويات الدعم عند 101 خلال هذا الأسبوع. وفي هذا السياق، تلمح مصادر مطلعة لرويترز إلى تزايد الدعم داخل بنك اليابان لفكرة إنهاء الفوائد السلبية في اجتماعه المقرر في 18-19 مارس.
ويرجع هذا التأييد المتزايد إلى التوقعات المتزايدة لارتفاع كبير في الرواتب من قبل أكبر الشركات اليابانية، مما قد يدعم الإنفاق الاستهلاكي الذي كان ضعيفًا. ومن المتوقع الكشف عن نتائج مفاوضات الأجور السنوية “شونتو” يوم الأربعاء المقبل.
وفي تطور آخر هام، أفادت وكالة أنباء جيجي بأن بنك اليابان ينوي تغيير سياساته، حيث يدرس فكرة تطبيق سياسة نقدية كمية جديدة لتحل محل التحكم الحالي في منحنى العائدات.
في نفس الوقت، تسبب التعديل الصعودي في نمو الاقتصاد الياباني خلال الربع الأخير في تفادي البلاد للركود الفني، مما يزيد من قوة الحجج بأن الاقتصاد يمكنه تحمل سياسات أكثر صرامة.

لم يشهد اليورو أي تغيير يذكر، حيث بقي مستقراً عند مستوى 1.0937 دولار، بعدما ارتفع إلى 1.0980 دولار يوم الجمعة، ليسجل ذلك للمرة الأولى منذ 12 يناير.
وفي خطوة متوقعة، أبقى البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة دون تغيير عند مستويات قياسية يوم الخميس الماضي، مع تقديم إشارات متزايدة بخفضها بحذر في وقت لاحق هذا العام.
استقر الجنيه الإسترليني عند مستوى 1.2850 دولار، بعد ارتفاعه إلى أعلى مستوى منذ أواخر يوليو تموز عند 1.2890 دولار يوم الجمعة الماضي، وسط توقعات قوية بأن بنك إنجلترا سيظل حذراً في تقليص أسعار الفائدة مقارنة بمجلس الاحتياطي الفيدرالي أو البنك المركزي الأوروبي.
يواجه الجنيه البريطاني اختباراً مهمًا يوم الثلاثاء مع صدور بيانات سوق العمل، وهو ما يجعل الأسواق على أعصابها في انتظار تطورات الأحداث.
وعلى صعيد العملات المشفرة، أحرزت بتكوين إنجازاً تاريخياً جديداًا يوم الاثنين، حيث وصلت قيمتها إلى مستوى قياسي فوق 70400 دولار، دون ظهور أي مؤشرات على تباطؤ هذا الصعود القوي لأكبر عملة مشفرة في العالم.
وبحسب بيانات مجموعة بورصات لندن، فقد ارتفع سعر بتكوين إلى 70488.50 دولار في جلسات التداول الأوروبية المبكرة. واستفادت العملة المشفرة من تدفق الأموال إلى صناديق التداول الفوري الجديدة، بالإضافة إلى التفاؤل بخفض المركزي الأمريكي لأسعار الفائدة في وقت قريب.