في تقرير جديد نشرته وكالة رويترز، كشفت الوثائق التنظيمية عن زيادة كبيرة في استثمارات مديري الأصول، بما في ذلك شركات إدارة الثروات، وصناديق التحوط، وصناديق التقاعد، في صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة الأمريكية خلال الربع الرابع من عام 2024. جاء هذا الارتفاع عقب زيادة قياسية بنسبة 47% في سعر البيتكوين، مما يعكس التوجه المتزايد من قبل المؤسسات الكبرى نحو الاستثمار في هذا المجال التكنولوجي الجديد.
وقد أظهرت تقارير اللجنة الاستثمارية لولاية ويسكونسن، والتي تم تقديمها إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) في تقاريرها الربع سنوية 13-F، أن حيازات الولاية من صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة قد شهدت نموًا لافتًا، حيث تضاعف عدد الأسهم المملوكة في “صندوق iShares Bitcoin Trust ETF” (IBIT.O) ليصل إلى 6 مليون سهم بنهاية عام 2024، مقارنة بحيازات أقل في الأشهر السابقة. وكانت ولاية ويسكونسن من بين أولى الهيئات التي استثمرت في العملات المشفرة بعد إطلاق صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة، إلا أنه لم يكن بالإمكان الحصول على تعليق فوري من مسؤولي الصندوق.
تصفح أيضاً: توقعات سعر عملة Pi Network: تحليل دقيق لفرص نمو العملة الرقمية
إضافة إلى ولاية ويسكونسن، شهدت صناديق استثمارية ضخمة أخرى زيادة في حصصها من هذه الصناديق، التي أُطلقت في يناير 2024. ومن أبرز هذه الصناديق، صندوق “تودور للاستثمار كورب”، الذي يعد من أكبر صناديق التحوط المنهجية في السوق. فقد ارتفعت حيازات “تودور” من 4.4 مليون سهم إلى 8 ملايين سهم في “صندوق iShares ETF”، الذي أصبح الآن أكبر صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة بإجمالي أصول تتجاوز 55 مليار دولار.
وبالمثل، ارتفعت قيمة حيازات “تودور” بشكل ملحوظ، حيث بلغت قيمتها 426.9 مليون دولار في 31 ديسمبر 2024، بعد أن كانت 159.9 مليون دولار في نهاية سبتمبر من العام ذاته.
في هذا السياق، أعلن صندوق “مبادلة للاستثمار”، الصندوق السيادي في أبوظبي، عن أولى استثماراته في صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة خلال الربع الأخير من 2024. فقد قام الصندوق بشراء 8.2 مليون سهم من “صندوق iShares ETF”، ما يعادل قيمة إجمالية تصل إلى 436.9 مليون دولار. وهذه خطوة تعكس اهتمامًا متزايدًا من قبل الصناديق السيادية في منطقة الشرق الأوسط بالاستثمار في الأصول الرقمية.
أما بالنسبة لصندوق “هانتنج هيل كابيتال” للتحوط، الذي لم يكن قد أظهر أي تعرض لهذه الصناديق في نهاية الربع الثالث، فقد عاد ليصبح أحد المستثمرين البارزين في هذه الصناديق مع حلول نهاية العام، حيث بلغت استثماراته في صناديق البيتكوين المتداولة نحو 131 مليون دولار.
في تعليق على هذا التحول، قال آدم غورين، مؤسس ورئيس الاستثمار في “هانتنج هيل كابيتال”، إن شركته كانت تتداول بشكل نشط ضمن مجموعة أوسع من صناديق الاستثمار المتداولة المرتبطة بالعملات المشفرة. وأضاف أن توقيت التقارير الربع سنوية قد لا يتماشى دائمًا مع توقيت الصفقات التي تم إجراؤها.
من جهة أخرى، أشارت التقارير إلى أن بعض الشركات الاستشارية المالية مثل “سيتيرا أدفايزرز” و”نيو إيدج أدفايزرز” قد ضاعفت حصصها في بعض صناديق البيتكوين المتداولة، في حين كانت هناك استثمارات أكثر انتقائية من قبل مستثمرين آخرين، مثل شركة “كريستيت لإدارة الأصول”، التي فضلت زيادة تعرضها لصناديق ذات رسوم منخفضة.
تُعد تقارير 13F من أهم الأدوات التي توفر رؤى عن كيفية توزيع استثمارات المؤسسات الكبرى في نهاية كل ربع سنة، على الرغم من أن هذه التقارير قد لا تعكس الوضع الحالي لحيازات المؤسسات المالية.