أكدت وزارة الاقتصاد التايوانية أن التعاون في مجال صناعة أشباه الموصلات بين تايوان والولايات المتحدة يمثل نموذجاً متكاملًا يحقق مصالح مشتركة للجانبين، معتبرة أن هذه الشراكة تعتمد على التكامل العالي بين التصميم الأميركي والإنتاج التايواني. جاء ذلك رداً على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن نيته فرض رسوم جمركية على الواردات من الرقائق الإلكترونية والأدوية والصلب بهدف تحفيز الإنتاج المحلي.
ووفقاً لرويترز، أشارت الوزارة في بيانها إلى أن الصناعات التكنولوجية في البلدين تكمل بعضها البعض بشكل كبير، مشددة على أهمية النموذج الذي يجمع بين الابتكار الأميركي والتصنيع التايواني.
وأكدت التزامها بمتابعة التطورات السياسية الأميركية عن كثب لتعزيز التواصل والتعاون مع الجانب الأميركي بما يضمن تحقيق مصالح البلدين في مواجهة التحديات العالمية.
وفي سياق متصل، يُذكر أن تايوان تُعد مركزًا عالميًا لصناعة أشباه الموصلات، حيث تستضيف أكبر مصنع في العالم لهذه الصناعة، وهو شركة “تايوان لصناعة أشباه الموصلات” (TSMC)، التي تُعد جزءًا رئيسيًا من سلسلة الإمداد التكنولوجية لشركات عملاقة مثل “آبل” و”إنفيديا”.
وكانت إدارة ترامب السابقة قد حققت إنجازًا كبيرًا في عام 2020 عندما أعلنت شركة TSMC عن بناء مصنع بقيمة 12 مليار دولار في ولاية أريزونا، كجزء من الجهود الأميركية لتقليل الاعتماد على الصين في سلاسل الإمداد التكنولوجية. وقد توسعت استثمارات الشركة لاحقاً، لتصل إلى 65 مليار دولار.
وفيما يتعلق بالتعليقات الأخيرة لترامب حول فرض رسوم جمركية على الرقائق الإلكترونية، امتنعت شركة TSMC عن الإدلاء بأي تصريح. من جهته، قال وزير الاقتصاد التايواني كو جيه-هوي مؤخراً إن التأثير المحتمل لهذه الرسوم سيكون محدودًا نظرًا للتفوق التكنولوجي الذي تتمتع به أشباه الموصلات التايوانية.
تصفح أيضاً: تحليل اتجاه الذهب: استقرار مع احتمالية تصحيح طفيف وتوقعات صعودية
وفي تطور آخر، وجه ترامب في الأسبوع الماضي الوكالات الفيدرالية الأميركية بالتحقيق في أسباب العجز التجاري المستمر، بما في ذلك الممارسات التجارية غير العادلة والتلاعب بالعملات من قبل دول أخرى.
تجدر الإشارة إلى أن الفائض التجاري لتايوان مع الولايات المتحدة شهد ارتفاعًا كبيرًا بنسبة 83% خلال العام الماضي مقارنة بعام 2023، حيث سجلت الصادرات التايوانية إلى الولايات المتحدة مستوى قياسيًا بلغ 111.4 مليار دولار، مدعومة بالطلب المتزايد على المنتجات التكنولوجية المتطورة، وعلى رأسها أشباه الموصلات.
هذا، وتؤكد تايوان التزامها المستمر بتعزيز التعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة بما يحقق المصالح الوطنية المشتركة ويعزز مكانتها كمحور رئيسي في الاقتصاد العالمي.