تسببت العاصفة الاستوائية هاركان رافائيل في اضطرابات هائلة في إنتاج النفط والغاز الطبيعي في خليج المكسيك، حيث أعلنت إدارة السلامة والبيئة الأمريكية (BSEE) عن خسائر فادحة بلغت 490241 برميلاً من النفط الخام يومياً، و313 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي يومياً اعتباراً من يوم السبت الماضي. وهو ما يعادل توقف نحو 28% من إنتاج النفط الخام و17% من إنتاج الغاز الطبيعي في المنطقة.
ويعتبر خليج المكسيك واحداً من أبرز المصادر الحيوية للطاقة في الولايات المتحدة، إذ يمثل إنتاج النفط البحري الفيدرالي نحو 15% من إجمالي إنتاج النفط الخام الأمريكي، و2% من إنتاج الغاز الطبيعي الجاف في البلاد.
لعلك ترغب في تصفح: أسعار النفط تشهد هبوطاً مفاجئاً بسبب الصين… ومخاوف الإعصار تتلاشى
ومن هنا تأتي أهمية هذه المنطقة الاستراتيجية في ضمان استقرار سوق الطاقة المحلي والعالمي.
اجتاحت العاصفة رافائيل خليج المكسيك الأربعاء الماضي، في مسارٍ نحو الجزء الأوسط من المنطقة. وقد تسببت الرياح العاتية والأمطار الغزيرة التي صاحبت العاصفة في إحداث فوضى في عمليات الإنتاج، الأمر الذي دفع العديد من الشركات الكبرى العاملة في القطاع، مثل “بي بي”، و”شل”، و”شيفرون” و”موبيل” إلى اتخاذ إجراءات احترازية لحماية العاملين والمرافق الحيوية.
وشمل ذلك، إخلاء الموظفين من منشآت الإنتاج والحفر، حيث تم إخلاء 41 من أصل 371 منصة إنتاج مأهولة.
علاوة على ذلك، تم نقل سبع سفن حفر إلى مناطق آمنة بعيداً عن مسار العاصفة، وذلك لتقليل الأضرار المحتملة وضمان سلامة الطواقم العاملة.
ورغم أن العاصفة ضعفت إلى مستوى العاصفة الاستوائية بحلول يوم السبت، إلا أنه من المتوقع أن تستمر تأثيراتها على خليج المكسيك المركزي لمدة لا تقل عن يومين آخرين.
إن تقدم العاصفة البطيء قد تسبب في صعوبات لوجستية لمشغلي الطاقة، الذين يعملون لتقييم الأضرار وتحديد موعد استئناف الإنتاج بأمان.
يتعين الآن على شركات النفط والغاز تقييم حجم الأضرار الناجمة عن العاصفة ورفع مستوى الاستعداد لاستئناف الإنتاج في أقرب وقت ممكن
