يدعم مستثمرو بنك HSBC جهود الإدارة لتقليص بعض الأنشطة في قطاع الخدمات المصرفية الاستثمارية، رغم أن أجندة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مجال تخفيف القيود التنظيمية قد أثارت تفاؤلًا بشأن انتعاش أسواق رأس المال. وقد أفاد أربعة من المساهمين في البنك، من بينهم اثنان من أكبر عشرين مساهمًا فيه، بأن قرار الإدارة في الشهر الماضي بإلغاء فرق الاندماج وأسواق رأس المال في كل من الأمريكيتين وأوروبا كان خطوة منطقية، خاصة في ظل تركيز البنك على أسواقه الآسيوية التي تمثل الركيزة الأساسية في استراتيجيته.
كان HSBC قد شهد تحولًا كبيرًا خلال العقد الماضي، حيث بدأ في تقليص انتشاره العالمي والتخلي عن الأنشطة ذات العوائد المنخفضة. وفي الوقت الذي تهدد فيه الرسوم الجمركية الأمريكية بتقليص الأرباح لمقدمي خدمات تمويل التجارة الرئيسيين مثل HSBC، يواجه الرئيس التنفيذي للبنك، جورج إلهيدري، ضغوطًا لتحويل رأس المال إلى الاقتصادات الآسيوية التي تتمتع بآفاق تجارية إقليمية أقوى، والتي قد تكون أقل تأثرًا بالاضطرابات التي تؤثر على التجارة العالمية.
اقرأ أيضاً: شركة ترامب للإعلام تقول إنها خسرت أكثر من 400 مليون دولار العام الماضي
وفي هذا السياق، صرح أليكس بوتر، مدير الاستثمار في الأسهم الأوروبية لدى شركة abrdn، أحد المساهمين الرئيسيين في البنك، قائلاً: “الجغرافيا السياسية تجعل الحياة أكثر صعوبة للعديد من الشركات العالمية”. وأشار إلى أن البنوك الأجنبية، رغم عمليات الاستحواذ المتعددة على مدار العقود، لم تتمكن من الحصول على حصة سوقية ملحوظة في سوق بنوك الاستثمار الأمريكية.
ومن المتوقع أن يكشف إلهيدري عن تفاصيل إضافية حول رؤيته المستقبلية للبنك عند إعلان النتائج السنوية في 19 فبراير الجاري، والتي تتضمن توفيرًا في التكاليف نتيجة خطة إعادة الهيكلة. وتشير بعض التقارير إلى أن التوفير المتوقع قد يتراوح بين 1.2 مليار و 3 مليار جنيه إسترليني (ما يعادل 1.5 إلى 3.8 مليار دولار)، مع إجراء مزيد من التخفيضات في المناصب الإدارية والوحدات المرتبطة بتلك التي تم إلغاؤها في وقت سابق.
أما على صعيد الأسهم، فقد ارتفعت أسهم بنك HSBC المدرجة في لندن بنسبة 11.5% منذ بداية العام الجاري، بعد أن شهدت ارتفاعًا بنسبة 20% في عام 2024. وفي هذا السياق، قال ساجير أحمد، مدير محفظة الأسهم العالمية لدى شركة أيجون لإدارة الأصول: “إن الإدارة تعمل على تحقيق عائد مستدام على حقوق الملكية الملموسة بنسبة تقترب من 16%”. وأوضح أن HSBC، مقارنة بالبنوك الأمريكية التي تتمتع بعوائد مماثلة، يتداول بمضاعف أقل بكثير من مؤسسات مالية كبرى مثل مورغان ستانلي.
وفيما يتعلق بالتوقعات المستقبلية، أظهرت التوقعات التي أعدها البنك أن المحللين يتوقعون تحقيق أرباح سنوية تصل إلى 31.6 مليار دولار، وهي قريبة من أرباح البنك لعام 2023 التي بلغت 30.3 مليار دولار، بزيادة تقدر بنسبة 78%.