تتسم أسواق العملات المشفرة بحركات دورية تتأرجح بين فترات من الصعود والهبوط، حيث يعد “موسم العملات البديلة” واحدًا من أكثر الفترات المنتظرة في هذا السوق. هذا الموسم هو الذي يشهد فيه أداء العملات البديلة تفوقًا كبيرًا على البيتكوين، مما يجعل المستثمرين والمتداولين يتساءلون: متى سيبدأ موسم العملات البديلة لعام 2025؟
ما هي العملات البديلة؟
العملات البديلة (أو ما يُعرف اختصارًا بـ “الآلتكوينات”) هي جميع العملات الرقمية المشفرة التي ليست بيتكوين. على الرغم من أن البيتكوين هو أول عملة مشفرة وأكبرها من حيث القيمة السوقية، فإن العملات البديلة تشمل مجموعة واسعة من العملات التي تستخدم تكنولوجيا البلوك تشين أو شبكات مشابهة للبيتكوين. أبرز هذه العملات البديلة تشمل إيثريوم، ريبل، لايتكوين، سولانا، وغيرها من العملات التي تقدم حلولًا مبتكرة قد تختلف عن بيتكوين في أهدافها واستخداماتها. تُعد العملات البديلة مجالًا مهمًا داخل سوق العملات الرقمية، حيث تهدف إلى تحسين بعض خصائص البيتكوين أو تقديم تطبيقات جديدة.
دورة موسم العملات البديلة
لطالما كانت الأسواق المشفرة تتبع نمطًا تاريخيًا يعكس بداية موسم العملات البديلة. ففي البداية، يحقق البيتكوين ارتفاعًا ملحوظًا في أسعاره، ما يؤدي إلى جذب السيولة والاهتمام إلى السوق بشكل عام. ومع استمرار صعود البيتكوين، يصل إلى ذروته مؤقتًا أو يشهد فترة من التوطيد. ثم، يبدأ المتداولون في تحويل أرباحهم من البيتكوين إلى العملات البديلة، مما يؤدي إلى ظهور انتعاشات شاملة في أسعار هذه العملات.
مع ذلك، فإن توقيت بداية هذا الموسم يعتمد على عدة عوامل حيوية، مثل السيولة في الأسواق، والمشاعر الاستثمارية، وهيمنة البيتكوين على السوق.
هيمنة البيتكوين: المحفز الرئيس للموسم
من أبرز المؤشرات التي يمكن الاستناد إليها لتحديد بداية موسم العملات البديلة هو مؤشر “هيمنة البيتكوين” (BTC.D)، والذي يقيس النسبة المئوية للقيمة السوقية للعملات المشفرة التي يمتلكها البيتكوين. عندما يكون هذا المؤشر مرتفعًا (أعلى من 50%)، فإن البيتكوين يظل المهيمن على السوق. لكن عندما يبدأ هذا المؤشر في الانخفاض بشكل حاد، فإن هذا يعد إشارة إلى تحول السيولة إلى العملات البديلة.
وفي بداية عام 2025، لا تزال هيمنة البيتكوين على السوق مرتفعة نسبيًا، مما يعني أن موسم العملات البديلة لم يبدأ بعد. ومع ذلك، يترقب المتداولون أي تراجع في هذا المؤشر، والذي قد يكون بمثابة المحفز لبداية موسم العملات البديلة.
تصفح أيضاً: شركة “وورلد ليبرتي فاينانشال” تبيع إيثيريوم بقيمة 8 ملايين دولار في ظل تزايد الخسائر
التحديات الاقتصادية وتأثيرها على موسم العملات البديلة في 2025
في عام 2025، يواجه السوق تحديات اقتصادية كبيرة تتمثل في السياسات النقدية التقييدية التي تتبعها البنوك المركزية حول العالم، بما في ذلك البنك الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي. حيث تبذل هذه البنوك جهدًا كبيرًا لسحب السيولة من الأسواق من خلال تقليص ميزانياتها العمومية والإبقاء على أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة.
هذه السياسات تأتي في سياق مخالف للبيئة الاقتصادية التي سادت في عامي 2020 و2021، عندما شهدت العملات البديلة ازدهارًا كبيرًا في ظل معدلات الفائدة المنخفضة والتوسع في طباعة الأموال. وإذا استمر التشديد النقدي، فقد تواجه العملات البديلة صعوبة في الحصول على الزخم المطلوب.
ومع ذلك، إذا قررت البنوك المركزية التحول نحو سياسات أكثر تساهلاً، مثل خفض أسعار الفائدة أو إبطاء عمليات التشديد الكمي، فإن الأصول المضاربية مثل العملات البديلة قد تشهد انتعاشًا ملحوظًا في الطلب.
المحفزات السوقية لموسم العملات البديلة في 2025
إلى جانب التحولات الاقتصادية الكبرى، هنالك عوامل إضافية قد تؤثر بشكل كبير على بداية موسم العملات البديلة. من أبرز هذه العوامل، الأداء المتميز للعملة الرقمية “إيثريوم” (ETH)، التي لعبت دورًا محوريًا في قيادة السوق خلال العديد من الفترات الماضية. إذ إن اختراق زوج العملات “ETH/BTC” يمكن أن يعد إشارة إلى بداية تدفق السيولة من البيتكوين إلى العملات البديلة، مما يمثل بداية موسم هذه العملات.
أيضًا، تحسينات شبكة إيثريوم في مجالات قابلية التوسع، مثل تزايد اعتماد حلول Layer-2 والترقية القادمة في الشبكة المعروفة باسم “Pectra”، قد تساهم بشكل كبير في تعزيز بيئة ملائمة لانطلاق موسم العملات البديلة.
التنظيمات القانونية ودورها في تعزيز الطلب على العملات البديلة
في سياق آخر، يمكن أن تلعب التطورات التنظيمية دورًا حاسمًا في دعم نمو العملات البديلة. فقد تكون الموافقات الجديدة على صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) الخاصة بالعملات البديلة مثل “سولانا” و”XRP” بمثابة دفعة قوية للسوق، حيث ستسهم في فتح الأبواب أمام دخول رأس المال المؤسسي، وهو ما سيزيد من الطلب على هذه العملات.
من ناحية أخرى، قد تساهم التوضيحات القانونية فيما يتعلق بتداول رموز DeFi (التمويل اللامركزي) والمكافآت الناتجة عن الحوافز والتثبيتات (Staking)، إلى جانب العملات المستقرة (Stablecoins)، في تقليص مستويات الغموض وزيادة الثقة في السوق، مما يعزز من فرص نمو العملات البديلة في المستقبل القريب.
الوضع الاقتصادي العالمي وتأثيره على سياسات البنوك المركزية
إذا شهدت الأسواق تدهورًا في الأوضاع الاقتصادية، فمن المرجح أن تتحول البنوك المركزية إلى سياسات نقدية أكثر تساهلاً. مثل هذه السياسات قد تتمثل في خفض أسعار الفائدة أو إيقاف عمليات التشديد الكمي، مما يؤدي إلى إعادة ضخ السيولة إلى الأسواق عالية المخاطر. وفي هذه الحالة، قد يكون هذا التحول في السياسات النقدية هو المحفز الرئيسي لبدء موسم العملات البديلة، كما حدث في الدورة السابقة بين عامي 2020 و2021.
التبني المؤسسي وتوكنيزه الأصول الواقعية
من أبرز الاتجاهات التي قد تساهم في دفع سوق العملات البديلة في 2025 هو توكنيزه الأصول الواقعية (RWA). حيث تستكشف بعض المؤسسات المالية الكبرى مثل “بلاك روك” و”جي بي مورغان” إمكانية إصدار أوراق مالية رمزية تمثل الأصول الحقيقية مثل الأسهم والسندات والعقارات عبر شبكات البلوكتشين. وإذا استمرت إيثريوم وسولانا ومنصات البلوكتشين الذكية الأخرى في الهيمنة على هذا المجال، فقد تشهد العملات البديلة التي تشغل هذه الشبكات زيادة كبيرة في الطلب.