الأسواق في حالة تأهب هذا الأسبوع ترقبًا لتصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بشأن ما إذا كانوا لا يزالون يعتقدون أنه من المحتمل حدوث ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة في عام 2024 أم لا.
سيأتي هذا التوقع الجديد يوم الأربعاء في شكل ما يسمى بـ “مخطط نقطي”، وهو رسم بياني يتم تحديثه كل ثلاثة أشهر يوضح توقعات كل مسؤول في بنك الاحتياطي الفيدرالي حول اتجاه سعر الفائدة خلال الفترة القادمة.
في ديسمبر/كانون الأول، كشفت مخطط النقاط عن إجماع بين مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي على ثلاثة تخفيضات لعام 2024، وهي أول علامة على أن البنك المركزي مستعد لبدء تخفيف السياسة النقدية.
ومع ذلك، أصبح هذا التوقع الآن موضع شك بعد سلسلة من بيانات التضخم التي تجاوزت التوقعات، بجانب التعليقات الحذرة من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي.
وقال ويل ستيث، مدير محفظة السندات في ويلمنجتون تراست: “هذا يترك درجة من عدم اليقين بشأن متى سيأتي أول تخفيض وماذا سيفعلون على مخطط النقاط. هل سيتركونها عند ثلاث قطع أم سيغيرون ذلك؟”.
باول وزملاؤه يعقدون جلسة الفيدرالي: هل سيظل سعر الفائدة ثابتاً؟
أكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جاي باول وزملاؤه منذ أشهر أنهم يريدون التأكد من أن التضخم يتحرك “بشكل مستدام” إلى هدفهم البالغ 2٪ قبل البدء في التخفيضات. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يحافظوا على سعر الفائدة القياسي للاحتياطي الفيدرالي ثابتًا في اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية الذي سيبدأ اليوم وينتهي غدًا الأربعاء، مما يتركه عند أعلى مستوى له منذ 23 عامًا.
يقوم المستثمرون بتعديل رهاناتهم بشأن الموعد الذي يمكن أن تبدأ فيه هذه التخفيضات. وبعد أن بدأوا العام بالتنبؤ بستة تخفيضات تبدأ في مارس/آذار، يتوقعون الآن ثلاثة تخفيضات تبدأ في يونيو/حزيران. وحتى احتمالات خفض يونيو حزيران تراجعت في الأسابيع الأخيرة. إذ بعد شهر يونيو، سيكون لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي أربعة اجتماعات أخرى فقط في عام 2024.
وقال اثنان من المسؤولين السابقين في بنك الاحتياطي الفيدرالي – إستير جورج وجيمس بولارد – إنهم لا يتوقعون أن تتغير التوقعات بشكل كبير هذا الأسبوع.
وقال بولارد، الرئيس السابق لبنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، “ما لم تكن تعتقد أنك رأيت بيانات مختلفة بشكل كبير، فإنك عادة لا تغير توقعاتك كثيرًا”.
في الواقع، قال بولارد إن هناك بيانات كافية لدعم التخفيضات في الوقت الحالي، ولا يعتقد أن قراءات التضخم التي تجاوزت التوقعات مؤخرًا كافية لتغيير التوقعات لعام 2024.
وأشار بدلا من ذلك إلى مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، وهو مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، الذي بلغ 2.8٪ اعتبارا من يناير ويمكن أن ينخفض إلى 2٪ بحلول الربع الثالث.
وقال إن بنك الاحتياطي الفيدرالي يمكن أن يقوم بتخفيضه الأول بمجرد أن تصل هذه القراءة إلى نطاق 2.5٪ -2.7٪.
اقرأ أيضاً: بنك أوف أمريكا يصدر توقعاته لقرارات الفيدرالي الأمريكي المقبلة
التوقعات المتباينة لقرارات الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة في 2024
ويقول عدد قليل من مراقبي السوق إن القراءات الأخيرة تشير إلى أن تثبيت الفائدة حتى نهاية 2024 أصبح محتملاً الآن، بينما يحث البعض بنك الاحتياطي الفيدرالي على الانتظار إلى ما بعد يونيو قبل اتخاذ أي خطوات.
وتوقع ستيث من ويلمنجتون ترست أن يحافظ مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي على إجماعهم على ثلاثة تخفيضات في عام 2024، لكنه لا يتوقع أن تبدأ هذه التخفيضات حتى أواخر الصيف.
وقال باول قبل أسبوعين في شهادته نصف السنوية أمام مجلس الشيوخ إن بنك الاحتياطي الفيدرالي “ليس بعيدًا” عن الثقة التي يحتاجها لخفض أسعار الفائدة، بينما أشار بعض زملائه خلال الشهر الماضي إلى أن ذلك قد يحدث “في وقت لاحق من هذا العام” أو خلال فصل الصيف.
ولكي يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، سيحتاج المسؤولون إلى رؤية بعض مكونات التضخم – مثل الإسكان والخدمات – تنخفض للحصول على تأكيد بأن التضخم يعود إلى 2٪، وفقًا لإستير جورج.
