عُثِرَ على سوشير بالاجي، الباحث السابق في شركة OpenAI والمبلغ عن المخالفات، ميتاً في شقته بمدينة سان فرانسيسكو خلال الأسابيع الماضية، وهو ما أكدته مصادر رسمية لشبكة CNBC. ويأتي هذا الحادث بعد فترة قصيرة من مغادرته لشركة OpenAI في وقت سابق من هذا العام، حيث كان قد أبدى اعتراضاته على ما وصفه بانتهاك الشركة لقوانين حقوق الطبع والنشر الأمريكية أثناء تطويرها لنظام “ChatGPT”.
وقد صرّح ديفيد سيرانو سيويل، المدير التنفيذي لمكتب الفاحص الطبي في سان فرانسيسكو، في رسالة عبر البريد الإلكتروني بأن التحقيقات الأولية أظهرت أن سبب الوفاة هو الانتحار، مضيفاً أن أقارب الفقيد قد تم إبلاغهم بالخبر.
وكانت شرطة سان فرانسيسكو قد أكدت في بيان لها أنه في 26 نوفمبر 2024، تلقت بلاغاً بشأن إجراء “فحص التأكد من الحالة الصحية” لأحد الأشخاص في شقة بشارع بيوكانان. وعند وصولهم، تم العثور على جثة رجل بالغ، ولم تظهر أية أدلة على وجود جريمة أو تدخل خارجي في الوفاة، بحسب ما أوردته الشرطة.
وقد نشر الخبر لأول مرة من قبل صحيفة “سان خوسيه ميركوري نيوز”، حيث طلب أحد أفراد العائلة احترام خصوصيتهم في هذه الظروف الصعبة. وفي وقت سابق من هذا العام، كان بالاجي قد نشر مقالاً في صحيفة “نيويورك تايمز”، عبّر فيه عن مخاوفه بشأن الاستخدام غير المصرح به للبيانات المحمية بحقوق الطبع والنشر من قبل OpenAI في تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي.
كما صرّح في وقت لاحق بأن هناك خطراً من أن هذه الأنظمة قد تؤثر سلباً على القطاع التجاري للأفراد والمنظمات التي تساهم في إنتاج المحتوى الرقمي الذي يُستخدم في تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي.
من جهتها، أكدت OpenAI وفاة بالاجي في بيان رسمي، حيث عبّر المتحدث باسم الشركة عن حزنه العميق، قائلاً: “نحن في حالة من الحزن الشديد بعد سماع هذا الخبر المؤلم، وقلوبنا مع أحبائه في هذه الأوقات العصيبة”.
وتأتي هذه الحادثة في وقت حساس بالنسبة للشركة، التي تواجه قضايا قانونية عدة بشأن استخدام بيانات محمية بحقوق الطبع والنشر في تدريب تقنيات الذكاء الاصطناعي. في ديسمبر الماضي، رفعت مجموعة من وسائل الإعلام دعوى قضائية ضد OpenAI، تطالبها بتعويضات مالية ضخمة نتيجة لاستخدام هذه البيانات دون إذن.
يُذكر أن الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، قد صرح في وقت سابق من هذا العام خلال حدث في منتدى “دافوس” أن الشركة لا تحتاج بالضرورة إلى بيانات محمية للقيام بالتدريب على أنظمتها الذكية، مشيرًا إلى أن أي مصدر تدريبي بعينه لا يُحدث فارقاً كبيراً في نتائج العمل.
تظل وفاة بالاجي علامة فارقة في تاريخ شركة OpenAI، التي تجد نفسها وسط موجة من الجدل حول استخدام البيانات، ومسائل حقوق الملكية الفكرية المتعلقة بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. هذه الحادثة تثير العديد من الأسئلة حول أخلاقيات استخدام البيانات وتداعيات هذه التقنيات على المجتمع.