(رويترز) – أنهت مؤشرات وول ستريت الرئيسية جلسة تداول الثلاثاء على انخفاض، في ختام عام شهد أداءً استثنائياً للأسواق الأمريكية. فقد سجلت الأسواق خلال العام مستويات قياسية، مدفوعة بازدهار قطاع الذكاء الاصطناعي وقيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة لأول مرة منذ ثلاث سنوات ونصف.
وعلى الرغم من هذه الإنجازات، اختتمت المؤشرات الثلاثة الرئيسية، “داو جونز”، و”ستاندرد آند بورز 500″، و”ناسداك”، تعاملاتها في المنطقة السلبية خلال جلسة هادئة وذات حجم تداول ضعيف، ما يعكس تناقضاً واضحاً مع التقلبات الكبيرة التي شهدها العام.
وقد تميز عام 2024 بتصاعد التوترات الجيوسياسية، إلى جانب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتغير التوقعات بشأن سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي للعام المقبل.
اقرأ أيضاً: البيزو المكسيكي يسجل أسوأ انخفاض سنوي أمام الدولار منذ الأزمة المالية العالمية
وفي هذا السياق، قال غريغ باسوك، الرئيس التنفيذي لشركة “AXS Investments” في نيويورك: “رغم غياب مكاسب اللحظات الأخيرة هذا الأسبوع، إلا أن المستثمرين حققوا أرباحاً كبيرة خلال عام 2024”. وأضاف: “العام كان مدعوماً بثلاثية متميزة تمثلت في ازدهار الذكاء الاصطناعي، سلسلة من تخفيضات الفائدة، وقوة الاقتصاد الأمريكي”.
ومن الجدير بالذكر أن مؤشر “ناسداك” قد سجل ارتفاعاً بنسبة 28.6% على مدار العام، بينما حقق “ستاندرد آند بورز 500” مكاسب بنسبة 23.3%، ما يجعله أفضل أداء للمؤشر خلال عامين متتاليين منذ الفترة 1997-1998. أما مؤشر “داو جونز”، فقد سجل ارتفاعاً بنسبة 12.9% خلال العام.
وعلى صعيد القطاعات، حققت خدمات الاتصالات والتكنولوجيا واستهلاك السلع التقديرية مكاسب بارزة تراوحت بين 29.1% و38.9%. في المقابل، سجلت قطاعات الصحة والعقارات والطاقة مكاسب محدودة، بينما كان قطاع المواد الوحيد الذي شهد تراجعًا بنسبة 1.8%.
وخلال الربع الأخير من العام، ارتفع مؤشر “ناسداك” بنسبة 6.2%، بينما سجل “ستاندرد آند بورز 500” مكاسب بنسبة 2.1%. أما “داو جونز”، فقد حقق مكاسب متواضعة بلغت 0.5% فقط.
وفي ختام جلسة الثلاثاء، أغلق مؤشر “داو جونز” منخفضاً بمقدار 29.51 نقطة، أو بنسبة 0.07%، ليصل إلى 42,544.22 نقطة. بينما تراجع مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بمقدار 25.31 نقطة، أو بنسبة 0.43%، ليصل إلى 5,881.63 نقطة. أما مؤشر “ناسداك”، فقد فقد 175.99 نقطة، أو بنسبة 0.90%، ليصل إلى 19,310.79 نقطة.
وفي ظل الترقب للعام الجديد، تشير التوقعات إلى احتمال خفض إضافي للفائدة بمقدار 50 نقطة أساس من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي. ومع ذلك، يبقى المستثمرون حذرين بشأن تأثير سياسات الضرائب والجمارك التي قد تنفذها إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وفي هذا الإطار، شدد باسوك على ضرورة الانتباه لتأثير الإدارة الجديدة على بعض القطاعات. وأوضح أن التوترات الجيوسياسية والصراعات في الشرق الأوسط، قد تزيد من الضغوط على الشركات والقطاعات المرتبطة بهذه المناطق.
ورغم ذلك، يرى باسوك أن طفرة الذكاء الاصطناعي لا تزال في مراحلها الأولى، مع توقعات بأن تمتد لتشمل البرمجيات بعد تركيزها الحالي على الأجهزة، مما سيؤدي إلى تأثير واسع النطاق عبر معظم القطاعات.
وبحسب بيانات بورصة نيويورك، تفوقت الأسهم الرابحة على الخاسرة بنسبة 1.3 إلى 1، مع تسجيل 52 سهماً مستويات قياسية جديدة و125 سهماً مستويات دنيا. وعلى مستوى “ناسداك”، ارتفعت أسعار 2,013 سهماً مقابل تراجع 2,336 سهمًا بنسبة 1.16 إلى 1 لصالح الخاسرين.
وفيما يتعلق بمؤشر “ستاندرد آند بورز 500″، سجل مستويين جديدين خلال 52 أسبوعاً مقابل مستوى واحد منخفض. أما مؤشر “ناسداك”، فقد سجل 43 مستوى مرتفعاً جديداً و71 مستوى منخفضاً. وبلغ حجم التداول في البورصات الأمريكية 14.59 مليار سهم، مقارنة بمتوسط 14.81 مليار سهم خلال آخر 20 جلسة تداول.