استمرت تداعيات التهديدات الجمركية الصادرة عن إدارة ترامب يوم أمس في إلقاء ظلالها على الأسواق الآسيوية والمحيط الهادئ صباح اليوم الأربعاء. وعلى الرغم من الارتفاع القياسي الذي حققته وول ستريت، حيث سجل مؤشرا S&P 500 وداو جونز مكاسب تاريخية، إلا أن الأسواق المحلية في آسيا أظهرت أداءً متبايناً.
ويعكس هذا التباين حساسية الأسواق الإقليمية تجاه التقلبات في السياسات التجارية الأمريكية. وكما يُقال في عالم الأسواق، النجاح يكمن في التوجه نحو حيث تتجه المؤشرات المستقبلية.
وعلى صعيد أسواق النفط، أظهرت الأسعار مرونة نسبية رغم التحديات، حيث استقر خام غرب تكساس الوسيط عند مستوى يقل قليلاً عن 69 دولاراً للبرميل، بعد أن فقد أكثر من 3% من قيمته خلال الجلسات السابقة، مدعومًا بآمال بتحقيق انفراج في الأزمات الجيوسياسية. أما خام برنت فقد حافظ على استقراره بالقرب من حاجز 73 دولاراً للبرميل.
وتترقب الأسواق باهتمام بالغ الاجتماع المرتقب لتحالف أوبك+ نهاية هذا الأسبوع، وسط توقعات تشير إلى أن التحالف قد يقرر تأجيل زيادة الإنتاج المقررة لشهر يناير.
ويأتي هذا التوجه في إطار محاولات لتجنب تفاقم الفائض في السوق، في ظل تزايد المخاوف المتعلقة بالإمدادات. ومع ذلك، لم تعكس أسعار النفط بعد إمكانية حدوث انفراج جيوسياسي في شرق أوروبا أو تأثير الخطط الطموحة لإدارة ترامب لزيادة إنتاج النفط الأمريكي بمقدار 3 ملايين برميل يومياً، وهو ما قد يدفع تحالف أوبك+ إلى اتخاذ تدابير إضافية للحفاظ على حصصه في السوق.
ويظهر التداول في مستويات منخفضة ضمن النطاق السعري تأرجحاً بين العرض والطلب، حيث يتجنب المستثمرون البيع المفرط تحسباً لأي تطورات جيوسياسية مفاجئة قد تُعيد تشكيل المشهد.