أعلنت السلطات الأثرية في ووسترشير عن اكتشاف أثري مذهل يتمثل في كنز يضم 1,368 عملة معدنية رومانية، عُثر عليه خلال أعمال البناء في منطقة لي وغرانسفورد غرب مدينة ووستر. يُعتبر هذا الاكتشاف الأكبر من نوعه في المقاطعة خلال القرن الأخير، حيث يسلط الضوء على حقبة تاريخية غنية بالأحداث الاقتصادية والثقافية.
يتألف الكنز من عملات فضية نادرة من فئة “ديناريوس”، تعود إلى الفترة الممتدة بين عام 157 قبل الميلاد وحتى عهد الإمبراطور نيرون (54-68 ميلادية). كما يحتوي الكنز على عملة ذهبية فريدة من فئة “ستاتر” تعود لعصر الحديد، صكتها قبيلة دوبوني البريطانية المحلية في الفترة بين 20 و45 ميلادي.
ويرى المؤرخون أن هذا الكنز قد يمثل مدخرات أحد الأثرياء المحليين، ربما مزارع أو تاجر كان يزود الجيش الروماني بالمواد الغذائية والماشية. الكنز، الذي كان محفوظاً داخل وعاء خشبي مدفون في التربة، يُعتقد أنه كان مخبأ بعناية في منطقة سفوح جبال مالفرن، التي كانت تُعد حدوداً طبيعية لإحدى المستوطنات الرومانية القديمة.
مواضيع ذات صلة: اكتشاف أكبر منجم ذهب في العالم بقيمة تتجاوز 80 مليار دولار أمريكي
اكتشاف عملة يابانية نادرة في بولندا يكشف عن روابط تاريخية مذهلة
وأكد الدكتور موراي أندروز، أستاذ علم الآثار البريطانية، أن هذا الاكتشاف يعد “إنجازاً أثرياً فريداً”، مشيراً إلى قيمته في رسم صورة دقيقة لحياة سكان المنطقة في العصرين الروماني والحديد.
بعد إعلان الكنز كـكنز وطني رسمياً من قبل السلطات القضائية في يونيو 2024، تسعى متاحف ووسترشير إلى جمع التمويل اللازم لاقتناء القطع وعرضها أمام الجمهور. يُقدر الخبراء أن قيمة الكنز تتجاوز 100,000 جنيه إسترليني، ويجري العمل للحصول على منح مالية تُغطي تكلفة الشراء.
لم يكن هذا الاكتشاف الوحيد من نوعه في ووسترشير؛ ففي عام 1999، عُثر على 434 عملة فضية و38 قطعة فخارية بالقرب من منطقة تشادسلي كوربيت. كما شهدت عام 2011 اكتشاف وعاء خزفي يحتوي على 3,784 عملة معدنية في تلة بريدون.
وصفت السيدة كارين ماي، رئيسة لجنة المتاحف المشتركة بمجلس مقاطعة ووسترشير، الكنز بأنه “شاهد تاريخي فريد على ازدهار المنطقة”، داعية إلى التعاون المجتمعي لضمان عرضه كجزء من الإرث الثقافي للمنطقة.
هذا الاكتشاف لا يُعتبر مجرد كنز مادي، بل نافذة على تاريخ عريق يروي قصة التفاعل الاقتصادي والثقافي بين السكان المحليين والإمبراطورية الرومانية.