سجلت الأسهم الآسيوية انخفاضاً ملحوظاً اليوم، في ظل هيمنة الدولار القوي الذي ضغط على عملات اليورو والين واليوان، حيث راهن المستثمرون على تباطؤ الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة. تأتي هذه التحركات بعد بيانات أكدت استقرار الاقتصاد الأمريكي.
انخفض مؤشر “إم إس سي آي” لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 0.5%، بينما تراجع مؤشر “نيكي” الياباني بنسبة 0.1%.
وفي وول ستريت، أغلقت المؤشرات الرئيسية الثلاثة على انخفاض، مع تصاعد المخاوف من عودة ارتفاع التضخم في أعقاب البيانات الأخيرة.
في أوروبا، يتوقع استمرار الأجواء السلبية، إذ انخفضت العقود الآجلة لمؤشر “يورو ستوكس 50” بنسبة 0.3%، بينما تراجعت العقود الآجلة لمؤشر “داكس” الألماني بنسبة 0.18%.
وتشير التوقعات إلى أن ارتفاع عوائد السندات سيؤثر سلباً على أسهم التكنولوجيا الأوروبية، التي بلغت مستويات مرتفعة جديدة هي الأعلى منذ خمسة أشهر يوم الثلاثاء.
وفي السياق ذاته، ينصب تركيز المستثمرين على تطورات أسعار الفائدة الأمريكية لعام 2025، والتباين المتزايد بين سياسات الاحتياطي الفيدرالي ونظيراتها حول العالم.
وأظهرت توقعات الاحتياطي الفيدرالي لشهر ديسمبر تخفيضين فقط لأسعار الفائدة في 2025، مقارنة بأربعة تخفيضات توقعت سابقاً.
بينما تشير الأسواق الآن إلى احتمالات أقل من ذلك، مع تثبيت أول تخفيض في شهر يوليو.
أسهم آسيا تستفيد من الشكوك حول الرسوم الجمركية التي قد يفرضها ترامبتصفح أيضاً:
في المقابل، يتوقع أن يقدم البنك المركزي الأوروبي تخفيضات أعمق في أسعار الفائدة، حيث تسجل الأسواق تخفيضاً بقيمة 99 نقطة أساس هذا العام، رغم تسارع التضخم في منطقة اليورو خلال ديسمبر.
وأدى هذا التوجه إلى إبقاء اليورو قرب أدنى مستوياته خلال أكثر من عامين عند 1.0224 دولار، مع مخاوف المستثمرين من تراجع العملة إلى مستوى 1.00 دولار بسبب الغموض حول التعريفات الجمركية.
أما الين الياباني، فقد سجل 158.12 للدولار بعد أن بلغ مستوى 158.42 يوم الثلاثاء، وهو أدنى مستوى منذ يوليو عندما تدخلت طوكيو لدعم العملة. وشهد الين تراجعاً بأكثر من 10% أمام الدولار العام الماضي، فيما بدا أن عام 2025 بدأ بصعوبة مماثلة.
وفي الصين، تراجع مؤشر “سي إس آي 300” للأسهم الممتازة بأكثر من 1% ليصل إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وجاء ذلك في ظل محاولات الجهات التنظيمية لتهدئة مخاوف المستثمرين، التي لم تُجدِ نفعاً حتى الآن.
وفي هونغ كونغ، انخفض مؤشر “هانغ سنغ” بأكثر من 1% ليصل إلى أدنى مستوياته منذ نوفمبر، بينما سجل اليوان الصيني أدنى مستوى له منذ 16 شهراً.
أما في الولايات المتحدة، فقد أظهرت البيانات زيادة غير متوقعة في فرص العمل لشهر نوفمبر، رغم تراجع عمليات التوظيف، مما يشير إلى تباطؤ سوق العمل بوتيرة قد لا تستدعي استعجال الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة.
وفي تعليق حول هذا الشأن، قال “كايل تشابمان”، محلل أسواق الصرف في مجموعة “بالينغر”، إن البيانات الأخيرة لا تشير بوضوح إلى تسارع جديد للتضخم، مشيراً إلى أن الأسواق ستترقب عن كثب تقرير الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة.
على صعيد العوائد، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.699%، وهو أعلى مستوى منذ أبريل، واستقرت عند 4.681%.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام ست عملات رئيسية، إلى 108.65، قريباً من أعلى مستوى له منذ عامين، إذ ارتفعت العملة بنسبة 7% في 2024 نتيجة التوقعات ببقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
ويترقب المستثمرون تقرير الوظائف الأمريكية يوم الجمعة، حيث تشير التوقعات إلى إضافة 160 ألف وظيفة في ديسمبر، مقارنة بـ227 ألفاً في نوفمبر.
ويؤكد “جيمس نايتلي”، كبير الاقتصاديين الدوليين في “آي إن جي”، أن الأسواق باتت تخفض توقعاتها لتخفيض أسعار الفائدة، نتيجة النمو المستقر وارتفاع التضخم واستقرار سوق العمل.
في الأسواق الأخرى، ارتفعت أسعار النفط، حيث صعد خام “برنت” بنسبة 0.67% ليصل إلى 77.57 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.85% ليبلغ 74.88 دولاراً. أما أسعار الذهب، فقد استقرت عند 2649 دولاراً للأونصة، تحت ضغط العوائد المرتفعة وقوة الدولار.
