شهدت الأسواق العالمية يوم الخميس تراجعاً في موجة مبيعات السندات، بينما حافظ الدولار على استقراره بالقرب من أعلى مستوياته في أكثر من عام.
ورغم ذلك، استمرت أسواق الأسهم في الهبوط مع انخفاض معظم مؤشرات الأسهم الآسيوية.
تراجع عائد سندات الخزانة الأمريكية لعشر سنوات إلى 4.6648% في آسيا بعد أن سجل ذروته في الليلة السابقة عند 4.73%، وهو أعلى مستوى له منذ أبريل 2024.
أما عوائد السندات اليابانية بنفس المدة، فقد شهدت بداية اليوم بارتفاع بمقدار نقطة أساس واحدة لتصل إلى 1.185%، وهو أعلى مستوى لها منذ مايو 2011، قبل أن تتبع الاتجاه العام للأسواق وتستقر عند نفس المستوى في الساعة 05:37 بتوقيت غرينيتش.
في الوقت نفسه، سجلت عوائد السندات الأسترالية بنفس المدة ارتفاعاً إلى 4.546%، وهو أيضاً أعلى مستوى منذ نوفمبر 2024، قبل أن تتراجع قليلاً إلى 4.491%.
في المقابل، تركزت الأنظار على السندات البريطانية التي كانت في قلب موجة البيع، وسط مخاوف متزايدة بشأن الوضع الاقتصادي والمالي في المملكة المتحدة، على الرغم من عدم وجود محفز واضح لهذه الزيادة المفاجئة التي بلغت 20 نقطة أساس في عوائد السندات البريطانية لمدة عشر سنوات هذا الأسبوع.
تصفح أيضاً: أسواق الأسهم في آسيا تتباين والدولار الكندي يرتفع مع تقارير استقالة ترودو
وأوضح كريس ويستون، رئيس قسم الأبحاث في شركة بيبرستون، قائلاً: “من الواضح أن هناك سبباً لمتابعة سوق السندات البريطانية عن كثب، والاتجاه الأخير يثير القلق بشكل كبير. ومع ذلك، يمكننا أن نطمئن إلى أن بنك إنجلترا أكثر استعداداً هذه المرة.”
وبالنسبة للجنيه الاسترليني، فقد انخفض بنسبة 0.26% ليصل إلى 1.23325 دولار، مما يعزز تراجعه بنسبة 0.9% منذ يوم الأربعاء.
من جهة أخرى، سجل مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس العملة مقابل الجنيه الاسترليني واليورو وأربع عملات رئيسية أخرى، زيادة طفيفة إلى 109.07، ليظل قريباً من أعلى مستوى له منذ نوفمبر 2022 والبالغ 109.54 والذي سجله قبل أسبوع.
ويعود التحسن الأخير في الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية إلى إشارات الاستقرار الأخيرة في الاقتصاد الأمريكي والتضخم، مما دفع الأسواق إلى خفض توقعاتها بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.
كما أظهرت محاضر اجتماع السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر، التي تم إصدارها يوم الأربعاء، أن المسؤولين كانوا قلقين من أن السياسات التجارية والهجرة التي اقترحها الرئيس المنتخب دونالد ترامب قد تطيل صراع الولايات المتحدة ضد التضخم.
وتسارع بيع السندات الأمريكية يوم الأربعاء بعد تقرير من شبكة سي إن إن يفيد بأن ترامب يفكر في إعلان حالة الطوارئ الاقتصادية الوطنية لتوفير مبرر قانوني لفرض رسوم شاملة على الحلفاء والأعداء على حد سواء.
ووفقاً للأسواق، تم تسعير خفض واحد فقط بمقدار 25 نقطة أساس في أسعار الفائدة لعام 2025، مع احتمال بنسبة 60% لحدوث خفض ثان.
هذا، وقد أثر ذلك مجتمعياً على معنويات أسواق الأسهم العالمية، حيث كانت الأسهم الآسيوية غالبيتها في المنطقة الحمراء يوم الخميس.
أما في اليابان، فقد انخفض مؤشر نيكاي بنسبة 1.2%، متأثراً بارتفاع الين الذي أضاف حوالي 0.2% ليصل إلى 158.08 مقابل الدولار، بعد أن سجل أدنى مستوى له في ستة أشهر عند 158.55 دولار يوم الأربعاء.
كما تراجع المؤشر الأسترالي بنسبة 0.5%، بينما سجلت الأسهم التايوانية انخفاضاً بنسبة 1.1%.
في المقابل، لم يشهد مؤشر “هانغ سنغ” في هونغ كونغ والمؤشر الصيني “CSI300” تغيرات تذكر.
كما أظهرت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 الأمريكي انخفاضاً بنسبة 0.2%، وذلك بعد أن تمكن المؤشر من تسجيل زيادة بنسبة 0.2% في الجلسة السابقة.
أما في أوروبا، فقد كانت العقود الآجلة لمؤشر STOXX 50 متراجعة بشكل طفيف، في حين ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر FTSE البريطاني بنسبة 0.2%.
تجدر الإشارة إلى أن أسواق الأسهم الأمريكية مغلقة يوم الخميس بمناسبة يوم الحداد الوطني بعد وفاة الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر. في حين أن أسواق السندات الأمريكية شهدت جلسة قصيرة.
من المقرر أن يقدم تقرير الوظائف الشهري في الولايات المتحدة يوم الجمعة إشارات حول توجهات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.
أما اليوان الصيني، فقد استقر بالقرب من أدنى مستوى له في 16 شهراً مقابل الدولار، بعدما أعلن البنك المركزي الصيني عن أكبر بيع لسندات اليوان الخارجية على الإطلاق لدعم العملة.
وقال شوقي أوموري، استراتيجي في ميتسوهو للأوراق المالية: “هذه الخطوة تؤكد تفضيل صانعي السياسات الصينيين الثابت للعملة المستقرة”. وتوقع أن يثبت اليوان عند مستوى 7.22 مقابل الدولار بنهاية العام.
فيما تراجع اليوان في السوق الداخلية بشكل طفيف إلى 7.3310 مقابل الدولار، ليظل قريباً من أدنى مستوى له في اليوم السابق والبالغ 7.3322، وهو الأضعف منذ سبتمبر 2023.
أما أسعار النفط، فقد تراجعت بشكل طفيف، متأثرة بقوة الدولار الأخيرة وزيادة كبيرة في مخزونات الوقود الأمريكية الأسبوع الماضي. حيث انخفضت عقود برنت الآجلة بمقدار 4 سنتات لتسجل 76.11 دولارًا للبرميل، بينما انخفضت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط بمقدار 8 سنتات لتسجل 73.24 دولاراً.
من جهة أخرى، انخفضت أسعار الذهب بنسبة 0.1% إلى حوالي 2,659 دولاراً للأوقية من ذروتها التي سجلتها في الليلة السابقة عند 2,670.10 دولاراً، وهو أعلى مستوى لها منذ 13 ديسمبر.
أما العملة الرقمية الرائدة، بيتكوين، فقد استقرت عند حوالي 94,508 دولاراً، بعد أن سجلت انخفاضاً بنسبة 7% خلال اليومين السابقين.